أعلنت وسائل إعلام إيطالية، الإثنين 12 يونيو/حزيران 2023، عن وفاة رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني عن عمر ناهز 86 عاماً، فيما قالت صحيفة محلية إن حالته الصحية كانت حرجة قبل أن يتم الإعلان عن وفاته.
وكان قطب الإعلام والسيناتور الإيطالي قد أُدخل بداية يونيو/حزيران 2023 إلى وحدة أمراض القلب في مستشفى سان رافاييلي في ميلانو، إثر مشاكل في الجهاز التنفسي، وذكر أطباء أن برلسكوني كان يعاني سرطان الدم والتهاباً في الرئة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أشار الأطباء في بداية يونيو/حزيران 2023 إلى أنه تم تشخيص إصابة برلسكوني بـ"ابيضاض الدم النقوي المزمن"، وهو نوع نادر من سرطان الدم يصيب الكبار في السن.
ولد بيرلسكوني في مدينة ميلانو الإيطالية في سبتمبر/أيلول 1936، ويُعد أكثر رجل ظل بمنصب رئيس الوزراء في تاريخ إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية؛ حيث شغل المنصب لمدة 10 سنوات.
بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإنه بدأ حياته المهنية ببيع المكانس الكهربائية، كما اشتهر بالغناء في الملاهي الليلية وعلى متن السفن السياحية.
تخرج برلسكوني في كلية الحقوق عام 1961 ثم أسس شركة للإنشاءات، وبعد عشر سنوات أسس شركة محلية لتجهيزات القنوات التلفزيونية، تحولت في ما بعد إلى أكبر إمبراطورية إعلامية في ايطاليا، والتي باتت تعرف باسم (ميدياست)، وكان برلسكوني زعيماً لحزب.
كان الرجل الذي امتلك نادي "إي سي ميلان" لمدة 31 عاماً، قد خضع لعدة محاكمات بتهم تتعلق بالاحتيال الضريبي وممارسة الجنس مع قاصرات، وفقاً لما أوردته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
القضاء الإيطالي كان قد نظر في عام 2017 في تهمتي الرشوة والتلاعب بشهادات الشهود في القضية المتعلقة بحفلات "البونغا بونغا" الجنسية التي كان يقيمها، واتُهم برلسكوني بدفع مبلغ يتجاوز 10 ملايين يورو على هيئة نقود وسيارات وهدايا ونفقات إقامة لضيوف أقاموا في مسكنه القريب من ميلانو، من أجل الشهادة لصالحه في القضية المعروفة بقضية "روبي".
بحسب "بي بي سي"، فإن أساس هذه التهم هي المحاكمة التي خضع لها برلسكوني بتهمة دفع المال مقابل ممارسة الجنس مع فتيات شابات، كانت أشهرهن راقصة تدعى "روبي سارقة القلوب" لم تكد تبلغ آنذاك سن الـ 18.
أُدين برلسكوني في تلك المحاكمة وحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمتي استغلال السلطة وإغواء قاصرات، لكن أخليت ساحته في عام 2015 بعد استئنافه الحكم؛ إذ قال القاضي آنذاك إن برلسكوني لم يكن بمقدوره أن يعلم أن "روبي سارقة القلوب" -واسمها الحقيقي كريمة المحروق- كانت قاصراً.
كذلك نجح برلسكوني بتجنب العديد من التهم الجنائية التي وجهت له، ولم تتم إدانته إلا في قضية تزوير ضريبي تجاري طرد على إثرها من البرلمان، وما زال يتزعم حزبه، حزب "فورزا إيطاليا".
دافع برلسكوني مراراً عن نفسه، وكان يقول عن المحاكمات التي تعرض لها، إنه "ضحية السلطات القانونية"، كما زعم أنه تعرض لحملات لها دوافع سياسية وتهدف إلى تشويه سمعته.
يُذكر أنه في العام 1993، أسس برلسكوني حزباً سياسياً اسمه "فورزا إيطاليا" والذي يعني "إيطاليا إلى الأمام"، وهو شعار كان جمهور نادي "إي سي ميلان" يردده.
وحزب (إيطاليا إلى الأمام) الذي ينتمي له برلسكوني هو الآن جزء من ائتلاف يميني حاكم تترأسه رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وعلى الرغم أنه لم يكن له دور بشخصه في الحكومة، إلا أن من شأن وفاته أن تتسبب في هزة في المشهد السياسي الإيطالي على مدى الأشهر المقبلة.