قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الإثنين 12 يونيو/حزيران 2023، إن تفريغ الخزان الكبير الواقع على طول نهر دنيبر نتيجة تدمير سد نوفا كاخوفكا، تسبب في تناثر الهياكل العظمية حول السهول الطينية، وذلك وفقاً لما أظهرته اللقطات المنشورة على الإنترنت، في مشهدٍ يُذكر بالماضي العنيف الذي شهدته المنطقة.
الفيديوهات الملتقطة على الجانب الذي سيطرت عليه أوكرانيا من نهر دنيبر والآخر الذي تحتله روسيا، حيث كان الخزان مستخدماً، تعرض تناثر الجماجم في الطين، وكانت جمجمة منها ترتدي خوذة تعود إلى الحرب العالمية الثانية. ولم تستطع الصحيفة التحقق من اللقطات بصورة مستقلة بسبب القتال الدائر في المنطقة.
هياكل عظمية وجماجم منذ الحرب العالمية الثانية في أوكرانيا
يقول المؤرخون إن بعض الرفات ربما يعود إلى أشخاص قُتلوا في معركة ضخمة وقعت قبل 80 عاماً حول التضاريس نفسها التي صارت الآن مركزاً للهجوم الأوكراني المضاد في مواجهة الاحتلال الروسي، حول مدينتي نيكوبول وكامينكا-دنيبروفسكا.
كانت معركة دنيبر محور واحدة من أكبر العمليات العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، في إطار الهجوم المضاد للجيش السوفييتي ضد الجيش الألماني، واشترك فيها أكثر من 6 ملايين من القوات.
في أواخر عام 1943، صار التركيز على مدينة نيكوبول، التي تقع على الضفة اليمنى من النهر، حيث موقع مناجم المعادن الخام، التي كان هتلر مصمماً على الاحتفاظ بها. وفي يومنا المعاصر، صارت نيكوبول جبهة يسيطر عليها الأوكرانيون، الذين يتطلعون من هناك عبر السهول الطينية وموقع الخزان السابق ونهر دنيبر، إلى مدينة كامينكا-دنيبروفسكا المحتلة ومحطة زاباروجيا النووية.
كذلك وفي أواخر عام 1943، كافح الجيش الألماني (الفيرماخت) للصمود أمام قوات الجبهة الجنوبية الغربية السوفييتية، التي قادها المارشال روديون مالينوفسكي، وأُجبروا على التخلي عن البلدة في فبراير/شباط 1944.
قال أندري سولونيتس، المؤرخ بالمتحف الوطني لتاريخ أوكرانيا في الحرب العالمية الثانية: "تراوحت خسائر القوات السوفييتية بين 30 ألفاً و60 ألف شخص. وبلغت خسائر القوات الألمانية والرومانية إلى 20 ألف شخص. ولذلك من الناحية النظرية، فإن الفيديو الذي يعرض الخوذة والجمجمة قد يكون مرتبطاً بهذه الأحداث".
بقايا جنود ألمان في أوكرانيا
من جانبه قال أولكسي كوكوت، خبير البقايا العسكرية الألمانية في أوكرانيا، إن الجنود القتلى بالجيش الأحمر دُفنوا تحت الأرض، وإن جثث "الجنود الألمان القتلى تُركت ممددة في الحقول… ومن ثم، قد يكون هؤلاء فعلياً جنوداً ألماناً".
تُركت جثث كثير من القوات الألمانية ملقاة في المستنقعات، التي غُمرت بعد ذلك مع بناء سد نوفا كاخوفكا في عام 1956.
سوف تتضمن استعادة رفات قوات الفيرماخت تدخل اللجنة الألمانية لمقابر الحرب، لكن تلك الجهود قد تنتظر حتى نهاية الحرب الحالية على ضفاف نهر دنيبر.