قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت 10 يونيو/حزيران 2023 إن ماكرون حذر نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي من عواقب تسليم طائرات مسيرة لروسيا. وجاء في البيان أن ماكرون عبر أيضاً خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني عن قلقه إزاء المسار الحالي للبرنامج النووي الإيراني.
في حين وحسبما نشر موقع فرانس 24 ناقش الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون تعزيز العلاقات الثنائية في محادثة هاتفية السبت، وفق ما أفاد مسؤول إيراني.
ماكرون وإبراهيم رئيسي يناقشان العلاقات الثنائية ودعم روسيا
قال نائب رئيس ديوان رئيسي محمد جمشيدي عبر تويتر إن الزعيمين "ناقشا سبل تعزيز العلاقات، ولا سيما المفاوضات الجارية (حول الملف النووي) والتطورات الإقليمية".
تأتي المكالمة الهاتفية التي استمرت ساعة ونصف الساعة بعد نحو شهر من الإفراج عن الفرنسي بنجامان بريير (37 عاماً) الذي سجن في مايو/أيار 2020، والفرنسي الإيرلندي برنار فيلان (64 عاماً) الذي اعتقل في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وأفرج عن الفرنسيين بعد إطلاق سراح الباحثة الفرنسية الإيرانية فريبا عادلخاه في 10 فبراير/شباط، رغم استمرار منعها من مغادرة الأراضي الإيرانية.
أضاف المسؤول الإيراني أن رئيسي وماكرون "اتفقا على خارطة طريق"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
احتجاز فرنسيين في إيران
لا يزال أربعة فرنسيين محتجزين في إيران، من بينهم الأستاذة سيسيل كولر ورفيقها جاك باريس اللذان اعتُقلا في 7 مايو/أيار 2022، والاستشاري في القطاع المصرفي لويس أرنو (35 عاماً) الذي اعتقل في سبتمبر/أيلول.
في حين لا تزال هوية وظروف اعتقال الفرنسي الرابع غير معلنة.
وطالبت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في 16 مايو/أيار "بالإفراج الفوري وغير المشروط" عنهم. وقالت كولونا حينها إن "35 شخصاً" من "نحو 12 من الدول الأعضاء" في الاتحاد الأوروبي ما زالوا وراء القضبان في إيران.
تعثر مفاوضات الاتفاق النووي
تأتي المكالمة بين الرئيسين أيضاً مع تعثر المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى لإحياء الاتفاق النووي الإيراني. وكان الاتفاق قد حدّ من الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع عقوبات على طهران.
حيث نفت الولايات المتحدة وإيران الخميس تقريراً أفاد بأنهما تقتربان من التوصل لاتفاق مؤقت تقلص طهران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات عنها.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "التقرير غير صحيح ومضلل" وذلك في إشارة إلى مقال بموقع ميدل إيست آي الإلكتروني، ومقره لندن. وأضاف: "أي تقارير عن اتفاق مؤقت كاذبة".
وألقت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أيضاً بظلال من الشك على التقرير قائلة "تعليقنا مماثل لتعليق البيت الأبيض".
تقييد برنامج إيران النووي
في حين يبحث مسؤولون أمريكيون وأوروبيون عن طرق لتقييد برنامج طهران النووي منذ انهيار المحادثات الأمريكية الإيرانية غير المباشرة بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.
كان هذا الاتفاق الذي استهدف منع إيران من تطوير سلاح نووي، يقتضي من طهران قبول قيود على برنامجها النووي ومزيد من عمليات التفتيش المكثفة من الأمم المتحدة مقابل إنهاء عقوبات المنظمة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وكان أحد الحلول الممكنة هو التوصل إلى اتفاق مؤقت تقبل إيران بموجبه قيوداً أقل على برنامجها النووي مقابل تخفيف أكثر تواضعاً للعقوبات مقارنة باتفاق 2015.
ونقل موقع ميدل إيست آي عن مصدرين لم يكشف عن هويتيهما قولهما إن إيران والولايات المتحدة "توصلتا إلى توافق على اتفاق مؤقت" لإحالته لقادة البلدين.
وقال التقرير إن إيران ستلتزم بوقف تخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء 60% أو أكثر، وستواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة مقابل السماح لها بتصدير ما يصل إلى مليون برميل من النفط يومياً والحصول على "دخلها وأموال أخرى مجمدة في الخارج".
تراجع أسعار النفط
فيما تراجعت أسعار النفط أكثر من ثلاثة دولارات للبرميل في أعقاب تقرير ميدل إيست آي، ثم قلصت خسائرها بعد نفي البيت الأبيض.
وقال الموقع إن المحادثات قادها المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روب مالي والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني في تراجع فيما يبدو لرفض طهران التعامل مباشرة مع المسؤولين الأمريكيين.
ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على أي محادثات من هذا القبيل، واكتفى بالقول إن هناك وسائل لنقل رسائل إلى إيران، لكنه لم يذكر بالتفصيل محتواها أو كيفية نقلها.
وقال مسؤولان إيرانيان لرويترز إنه تم إحراز تقدم، لكن لا يوجد اتفاق وشيك. وذكر ثالث أن مالي وإيرواني التقيا ثلاث مرات على الأقل في الأسابيع الماضية، لكنه لم يذكر تفاصيل.
كذلك فقد قال مسؤول إيراني كبير: "حدث بعض التقدم وتبادلنا مقترحات ورسائل مع الأمريكيين.. لكن ما زال هناك تفاصيل كثيرة يتعين علينا مناقشتها".
يذكر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد انسحب من اتفاق 2015 الذي وضع حداً أقصى لإيران في تخصيب اليورانيوم عند 3.67%. وأعاد ترامب فرض العقوبات الأمريكية لعرقلة صادرات النفط الإيرانية.
فيما جمعت طهران منذ ذلك الحين مخزوناً من اليورانيوم المخصب إلى درجة نقاء 60% ووجدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية آثاراً لتخصيب بلغ 83.7% أي بالقرب من درجة 90% التي من الممكن استخدامها في إنتاج قنابل.