قال البيت الأبيض، الجمعة 9 يونيو/حزيران 2023، إن إيران بصدد مساعدة روسيا في بناء مصنع للطائرات المسيّرة قرب العاصمة موسكو، في وقت يواصل فيه البلدان تعميق تعاونهما العسكري. وقال متحدث مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، في تصريح لـ"الأناضول"، الجمعة، إن "المصنع يمكن أن يعمل بطاقته بالكامل مطلع العام المقبل".
في حين نشر البيت الأبيض صور أقمار صناعية للموقع المزعوم في منطقة ألابوغا الاقتصادية الخاصة الروسية، التي تبعد نحو 1100 كم شرق موسكو.
مصنع إيراني لتصنيع مسيّرات لصالح موسكو
في حين كشف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، في بيان شمل تفاصيل عن معلومات جرى رفع السرية عنها مؤخراً، أن إيران تقوم بتصنيع مسيّرات وتنقلها لروسيا عبر بحر قزوين، حيث يتم استخدامها في الحرب على أوكرانيا.
أوضح كيربي أن إيران تساعد روسيا على بناء مصنع للمسيّرات شرقي موسكو، وأنها حصلت على مواد خام لهذا الغرض، وأن الكرملين سيكون بإمكانه "إنتاج مسيّرات إيرانية على الأراضي الروسية العام المقبل"، وبالتحديد في المنطقة الاقتصادية الخاصة "ألابوغا".
كما أكد البيان أن روسيا تلقت مئات المسيّرات الانتحارية من إيران، وأن "الشراكة العسكرية بين موسكو وطهران تبدو في ازدياد".
وبحسب رويترز، نشرت وزارة الخزانة الأمريكية، في وقت سابقٍ اليوم، دليلاً توجيهياً تحذّر فيه الشركات والأفراد على مستوى العالم من اتخاذ أي خطوات من شأنها دعم برنامج إيران لتصنيع الطائرات المسيرة.
عقوبات أمريكية على إيران
سبق أن هددت واشنطن بفرض عقوبات قوية على أي دولة تتعاون مع الحرس الثوري الإيراني، المصنف منظمة إرهابية في الولايات المتحدة.
وفرضت واشنطن بالفعل عقوبات على شخصيات وكيانات إيرانية اتهمتهم بإنتاج، أو نقل طائرات إيرانية من دون طيار استخدمتها روسيا لمهاجمة البنية التحتية المدنية في أوكرانيا.
وأعلنت أوكرانيا في أوقات سابقة، أنها دمرت طائرات مسيرة إيرانية الصنع تستخدمها روسيا في هجماتها على العاصمة كييف ومناطق أخرى. وتنفي طهرن مثل هذه الاتهامات.
تدمير طائرات مسيرة
في حين قالت كييف إن قوات الدفاع الجوي دمرت أكثر من 20 طائرة مسيرة في هجوم جوي شنته روسيا خلال الليل على كييف، بحسب رويترز.
ووصف سيرهي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، الهجوم بأنه "هائل"، وقال على تطبيق تليغرام، إن روسيا شنته باستخدام طائرات شاهد إيرانية الصنع فقط.
إيران تزود روسيا بطائرات مسيّرة
في سياق موازٍ، فقد سبق أن اعترفت إيران للمرة الأولى بأنها زودت موسكو بطائرات مسيرة، لكنها قالت إنها أرسلتها قبل الحرب في أوكرانيا، حيث استخدمت روسيا طائرات مسيرة لاستهداف محطات طاقة وبنية تحتية مدنية.
أوضح حسين أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني، أنه تم إرسال "عدد صغير" من الطائرات المسيرة إلى روسيا قبل أشهر قليلة من غزو القوات الروسية لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط.
تأتي هذه التصريحات كأكثر ردود إيران تفصيلاً حتى الآن بشأن مسألة الطائرات المسيرة، ونفى الوزير استمرار طهران في تزويد موسكو بطائرات مسيرة. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء، عن أمير عبد اللهيان قوله: "هذه الجلبة التي أثارتها بعض الدول الغربية بأن إيران قدمت صواريخ وطائرات مسيرة لروسيا للمساعدة في الحرب في أوكرانيا، الجزء المتعلق بالصواريخ خاطئ تماماً".
أضاف: "الجزء المتعلق بالطائرات المسيرة صحيح، زودنا روسيا بعدد صغير من الطائرات المسيرة قبل أشهر من حرب أوكرانيا".
يُذكر أنه في الأسابيع القليلة الماضية، أبلغت أوكرانيا عن تصاعد في هجمات الطائرات المسيرة على البنية التحتية المدنية، لا سيما استهداف محطات الطاقة والسدود، باستخدام طائرات شاهد-136 إيرانية الصنع. وتنفي روسيا استخدام قواتها لطائرات مسيرة إيرانية لمهاجمة أوكرانيا.