أعلنت وزارة الشؤون الخارجية السودانية، الخميس 8 يونيو/حزيران 2023، أن الحكومة أخطرت الأمين العام للأمم المتحدة بإعلانها فولكر بيرتس، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، "شخصاً غير مرغوب فيه" اعتباراً من تاريخ الخميس.
وفي 26 مايو/أيار، قالت مصادر في الرئاسة السودانية إن رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، طلب في رسالة إلى أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، اختيار بديل لمبعوثه الخاص في السودان فولكر بيرتس.
بحسب الرسالة قال البرهان: "إن بيرتس مارس في تقاريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة التدليس والتضليل بزعم الإجماع على الاتفاق الإطاري بينما الواقع يخالف ذلك بصورة جلية".
وقالت الأمم المتحدة في اليوم ذاته، إن أمينها العام أنطونيو غوتيريش "مصدوم" من طلب رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ترشيح بديل لرئيس البعثة الأممية فولكر بيرتس.
وردّ غوتيريش على رسالة البرهان قائلاً: "الأمين العام فخور بعمل المبعوث الأممي فولكر بيرتس، ويجدد تأكيد ثقته الكاملة بممثله الخاص في السودان"، وفق تغريدة حساب متحدث الأمم المتحدة.
يهدف الاتفاق الإطاري الموقع في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، إلى حل الأزمة السودانية الممتدة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حين فرض البرهان إجراءات استثنائية، منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، واعتقال وزراء وسياسيين، وإعلان حالة الطوارئ، وإقالة الولاة (المحافظين).
واستطرد البرهان: "لكل ما سبق نرى أن وجود فولكر بيرتس على رأس بعثة يونيتامس -فريق الأمم المتحدة بالسودان- أصبح مصدر انعكاسات سلبية على الانطباع تجاه الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظماتها في السودان وخصماً من تجربتها ومساهمتها الإيجابية المقدرة التي لمسها المجتمع والمواطن السوداني سابقاً".
وأردف: "كما ثبت من خلال ما قضاه (بيرتس) من وقت وزمن على رأس البعثة لا يساعد في تنفيذ تفويض يونيتامس بالصورة التي تسهم في الوصول لعملية انتقال ناجحة".
وتابع البرهان: "لكل ما سبق نطلب من الأمين العام ترشيح بديل للسيد فولكر بيرتس؛ حرصاً على العلاقة بين الأمم المتحدة والسودان العضو في الأمم المتحدة والبلد المضيف لبعثة يونيتامس".
ويشهد السودان، منذ 15 أبريل/نيسان، اشتباكات بين الجيش بقيادة البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، تشمل العاصمة الخرطوم ومدناً أخرى شمالي وغربي البلاد، إثر خلافات بينهما.
الأطفال في واجهة الأزمة
وأجلت السلطات، الخميس، نحو 300 طفل من دار المايقوما للأيتام بالعاصمة السودانية الخرطوم بعد أن لقي العشرات حتفهم داخلها منذ منتصف أبريل/نيسان، بسبب القتال المستعر بين الجيش وقوات الدعم السريع على مقربة منها.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي سهلت عملية الإجلاء في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء الماضي، إن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام و15 عاماً نُقلوا إلى موقع أكثر أمناً في ود مدني، على بعد نحو 200 كيلومتر جنوب شرقي الخرطوم.
وذكرت اللجنة في بيانها الأولي، أنه تم إجلاء 280 طفلاً و70 من القائمين على رعايتهم. وقال متحدث باسم اللجنة إن عدد الأطفال الذين تم إجلاؤهم ارتفع إلى 300 بحلول صباح اليوم الخميس.
وأكد صديق فريني المدير العام بوزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم، التي تشرف على مراكز الرعاية، صحة العدد.
وقالت مانديب أوبراين ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في السودان، إن إجلاء الأطفال بمثابة "شعاع من الضوء في خضم الصراع المستعر في السودان".
وأفادت رويترز في 29 مايو/أيار، بأن 50 طفلاً على الأقل، بينهم عشرات الرُضّع، لقوا حتفهم في دار أيتام المايقوما التي تديرها الدولة، منذ بدء الصراع بالخرطوم في 15 أبريل/نيسان.
فيما قال طبيب مسؤول بدار الأيتام إن الأسباب الرئيسية للوفيات هي سوء التغذية والجفاف والالتهابات، إذ منع القتال معظم الموظفين من الحضور.
وذكرت مجموعة حاضرين، التي تساعد بشكل تطوعي في دار الأيتام، أمس الأربعاء، أنها تأكدت من مقتل 71 طفلاً في الدار منذ بدء الصراع.
ولم يُعلن عدد القتلى بشكل رسمي. وكانت دار الأيتام تضم نحو 400 طفل قبل بدء الصراع.
ورفض فريني الإفصاح عن عدد القتلى. ولم يتسن الوصول إلى مدير الدار ووزارة الصحة.
وقالت أوبراين في بيان: "لا يزال ملايين الأطفال معرضين للخطر في جميع أنحاء السودان. هذا الصراع يعرّض حياتهم ومستقبلهم للخطر كل يوم".
فيما كشفت وكالة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، الخميس، أن أكثر من 13.6 مليون طفل في حاجة ماسة للدعم الإنساني المنقذ للحياة في السودان، وهو أعلى رقم مسجل بالبلاد منذ بداية الصراع منتصف أبريل/نيسان.
وقالت إن تأثير العنف المستمر "لا يزال يهدد حياة ومستقبل العائلات والأطفال"، ما أدى إلى انقطاع الخدمات الأساسية، وإغلاق العديد من المرافق الصحية أو إلحاق الضرر بها أو تدميرها.
وناشدت "يونيسف" في بيان، تقديم 838 مليون دولار لمعالجة الأزمة بالسودان.
بدورها، قالت مانديب أوبراين ممثلة "يونيسف" في السودان: "لا يزال العديد من ملايين الأطفال معرضين للخطر في جميع أنحاء السودان، ومهددين بالقتال والنزوح والتأثير اللاحق على توفير الخدمات المنقذة للحياة".
وأضافت أن ملايين الأطفال في السودان "تتعرض حياتهم ومستقبلهم للخطر، بسبب هذا الصراع كل يوم"، وفق البيان نفسه.
وقتل أكثر من 700 شخص بينهم 190 طفلاً، وأصيب 6000 آخرون، خلال الاشتباكات الجارية في السودان، وفق الأمم المتحدة.