ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء، نقلاً عن أجهزة أمنية، الخميس 8 يونيو/حزيران 2023، أن نحو 14 ألف منزل غرقت بعد انهيار سد كاخوفكا في أوكرانيا، مضيفة أنه جرى إجلاء نحو 4300 شخص.
في السياق، أفاد أولكسندر بروكودين حاكم منطقة خيرسون، الخميس، أن المياه تغمر نحو 600 كيلومتر مربع من المنطقة الواقعة في جنوب أوكرانيا، 68% منها على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو التي تحتلها روسيا.
وكتب بروكودين على تطبيق تليغرام أن متوسط منسوب المياه، صباح اليوم الخميس، بلغ 5.61 متر.
السكان تركوا منازلهم
والثلاثاء 6 يونيو/حزيران، انهار سد كاخوفكا الواقع على نهر دنيبرو عند خط المواجهة بين الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية والأوكرانية.
وتبادلت كييف وموسكو الاتهامات بشأن المسؤولية عن تدمير السد، الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا، حيث تسبب انهيار السد في حدوث فيضانات، وعرّض "زابوريجيا" أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا للخطر، وهدد إمدادات مياه الشرب.
وهجر الأوكرانيون منازلهم بعدما غمرت مياه الفيضانات مساحة شاسعة من جنوب البلاد، الأربعاء 7 يونيو/حزيران، جراء تدمير سد كاخوفكا، حيث خرج السكان إلى الشوارع، التي غمرتها المياه، حاملين أطفالهم على أكتافهم ومتعلقاتهم في أكياس بلاستيكية.
بينما استخدم رجال الإنقاذ قوارب مطاطية لتمشيط المناطق التي ارتفع فيها منسوب المياه لنحو مترين.
وقالت أوكرانيا إن الفيضانات ستتسبب في حرمان مئات الآلاف من مياه الشرب، وستغمر أراضي زراعية تصل مساحتها إلى عشرات الآلاف من الهكتارات.
في السياق، قال أولكسندر ريفا، الذي كان ينقل ممتلكات عائلته من قرية على ضفة نهر دنيبرو إلى منزل جار له مقام على أرض مرتفعة: "إذا ارتفع منسوب المياه متراً آخر، فسنفقد منزلنا". وشوهد سطح منزل وقد جرفه السيل إلى النهر.
حالة الطوارئ
وفرضت روسيا حالة الطوارئ في مناطق بإقليم خيرسون الذي تسيطر عليه، وحيث يقع العديد من البلدات والقرى في الأراضي المنخفضة أسفل السد، في حين قال سكان هناك لرويترز عبر الهاتف، الأربعاء، إن القوات الروسية، التي تجوب الشوارع، تهدد من يقترب من المدنيين.
يشكل نهر دنيبرو الواسع، الذي يقطع أوكرانيا، خط المواجهة في الجنوب. وشكل الخزان الضخم خلف السد أحد المعالم الجغرافية الرئيسية في البلاد، وكانت مياهه تروي أجزاءً كبيرة من أوكرانيا، إحدى كبريات الدول المصدرة للحبوب في العالم، ومن بينها شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.
وصرح مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة مارتن جريفيث لمجلس الأمن بأن "الحجم الهائل للكارثة لن يتضح إلا في الأيام المقبلة".
وتحظر اتفاقيات جنيف بشكل صريح استهداف السدود في الحروب. ولم يقدم أي من الجانبين أدلة علنية تكشف المسؤول عن انهيار السد.
ويوفر خزان التفريغ المياه التي تُبرد مفاعلات زابوريجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إن المحطة يجب أن يكون لديها ما يكفي من المياه من بحيرة منفصلة لتبريد مفاعلاتها على مدى "بضعة أشهر".