"الذهاب إلى المالديف أرخص من السفر للمغرب لزيارة عائلتي"، هكذا يتحدث مجموعة من المغاربة المقيمين خارج بلدهم، عندما تفاجأوا بارتفاع أسعار تذاكر الطيران التي تفرضها الخطوط الملكية المغربية على زبنائها في فصل الصيف تحديداً.
وتعرف أسعار تذاكر الطيران إلى المغرب هذه السنة ارتفاعاً استثنائياً لا يُناسب القيمة السوقية العالمية، ولا حتى الأسعار التي كانت تضعها الخطوط الملكية المغربية في هذه الفترة من السنة في الأعوام الماضية.
ووصلت تذاكر الطيران للرحلات القادمة من أوروبا، حيث يوجد أكبر عدد من الجالية المغربية إلى سعر متوسطُه 500 دولار، في حين أنه في المعتاد لا يتجاوز 300 دولار في المعتاد.
أما مغاربة كندا وأمريكا فوجدوا أنفسهم عاجزين عن حجز تذاكر سفر لزيارة أقاربهم في فصل الصيف، إذ وصلت قيمة التذكرة إلى حوالي 2500 دولار، في الوقت الذي لم تكن تتجاوز فيه 1000 دولار.
فيما وصلت أسعار تذاكر الطيران في الخطوط الملكية المغربية في تركيا إلى 700 دولار للشخص الواحد، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه 500 في ذروة موسم العطل في السنوات الماضية.
اقرأ أيضاً
ما سبب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران في المغرب؟
قال حميد شالوط، المكلف بالتواصل بشركة الخطوط الملكية المغربية "لارام"، في تصريح لموقع "عربي بوست"، "إن هناك أسباباً موضوعية وأخرى ظرفية وراء ارتفاع أسعار تذاكر الرحلات الجوية خلال هذه الفترة، ذلك أن العالم بأسره عرف ارتفاعاً للأسعار في عدد من المواد ومنها المحروقات؛ وهو ما انعكس على تكاليف الإنتاج التي ارتفعت نسبتها إلى ما بين 30 و40%".
واعتبر المتحدث ذاته أن شركة الخطوط الملكية المغربية لا تشكل استثناء بخصوص ارتفاع أسعار التذاكر، فهنا 50 شركة منافسة، مؤكداً أنه في عدد من الأحيان تكون أثمنة تذاكر "لارام" أقل مقارنة مع الشركات الأخرى، علماً أن سوق التذاكر حر.
وأوضح شالوط أن أزمة كوفيد وتداعياتها السلبية على شركات الطيران والتوقعات القائلة بعدم تعافي القطاع إلا في سنة 2026 كانت وراء تقليل الشركات لحجم أسطولها عبر التخلي عن عدد من الطائرات، وهو ما كان له الانعكاس السلبي على قلة العرض، ومع عدم صحة التوقعات، يضيف شالوط: ارتفع الطلب على السفر بنسبة فاقت ما كان عليه الأمر سنة 2019.
وأبرز المكلف بالتواصل بشركة الخطوط الملكية المغربية أن الشركة قامت بتأجير طائرات من أجل تعزيز أسطولها؛ حتى لا ترتفع ثمن التذاكر بهدف الاستجابة للطلبات المتزايدة على السفر بهدف طلبات المغاربة المقيمين بالخارج الذين يقومون بزيارة وطنهم خلال فترة الصيف، مشيراً إلى أن من بين الأسباب أيضاً هو اختلاف مستوى الطلب بين فصل الصيف والشتاء، إذ إن هذا الأخير يعرف انخفاضاً كبيراً على مستوى الطلب.
ومن بين الأسباب التي تجعل التذاكر مرتفعة هو عدم الحجز المبكر لها من قبل الزبناء، ولا يتم اقتناؤها إلا خلال مرحلة الذروة، موضحاً أن عدداً من الزبائن الذين اقتنوا تذاكر سفر ما بين المغرب وكندا خلال شهر ديسمبر/كانون الأول اشتروها بمبلغ 8000 أو 9000 درهم.
اقرأ أيضاً
الحكومة غير مسؤولة عن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران في المغرب
تحول موضوع ارتفاع تذاكر الطيران في المغرب من غضب على مواقع التواصل الاجتماعي إلى نقاش تشريعي في البرلمان، إذ وجهت النائبة البرلمانية عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب مليكة لحيان سؤالاً لوزير النقل والتجهيز ليُفسر أسباب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران.
وزارة النقل ردت على سؤال البرلمانية وقالت إن أسعار تذاكر الطيران في المغرب تخضع لقانون العرض والطلب وقواعد المنافسة، بعد تحرير السوق الجوي سنة 2006، والحكومة ليس لديها حق في التدخل لخفض هذه الأسعار.
ومن جهتها أكدت مليكة لحيان، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، أن عدداً من مغاربة العالم الذين لديهم تعلق بوطنهم يواجهون غلاء تذاكر أسعار تذاكر الرحلات الجوية خاصة القادمين من أمريكا وكندا، لا سيما الأسر الكبيرة التي لا تستطيع تحمل تكلفة جميع أفراد الأسرة.
وقالت لحيان: "نتفهم أسباب ارتفاع أسعار التذاكر من قبل شركة الخطوط الملكية المغربية ولكن ندعوها للقيام بمجهودات أكبر وتقديم عرض خاص ومناسب للأسر خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب حيث يكون الطلب مرتفعاً لدى الجالية المغربية المقيمة بالخارج".
وأضافت النائبة البرلمانية، في تصريح لـ"عربي بوست" أن ما يدفع مغاربة العالم للسفر هو صلة الرحم وحبهم لوطنهم، وهذا ما يتطلب مقابلته من الشركة المغربية يبذل قصارى جهدها لتلبية طلبهم، وفق عرض استثنائي يراعي ظروفهم.