عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد 4 يونيو/حزيران 2023، اجتماعاً نادراً لمجلس الوزراء الأمني المصغر في غرفة قيادة تحت الأرض؛ لمحاكاة اتخاذ القرار خلال حرب محتملة ضد إيران، وذلك بعد أن اتهم نتنياهو الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتقصير في مراقبة أنشطة طهران النووية.
إذ قال نتنياهو في بيان مصور من الغرفة المحصنة لقيادة العمليات في مقر القيادة العسكرية في تل أبيب: "نحن ملتزمون بالعمل ضد (مساعي) إيران النووية، وضد الهجمات الصاروخية على إسرائيل، واحتمال فتح هذه الجبهات في آنٍ واحد".
كما أضاف نتنياهو، الذي كان محاطاً بوزراء حكومته الأمنية والقادة العسكريين، أن احتمال الدخول في حرب متعددة الجبهات يتطلب من القادة الإسرائيليين "التفكير إن أمكن التفكير مسبقاً" في قراراتها الرئيسية.
وأصدر مكتب نتنياهو لقطات لتدريب الحكومة الأمنية على الاستعداد لاتخاذ القرار خلال الحرب.
ومع تخصيب إيران اليورانيوم بدرجة نقاء تصل 60%، وهو ما يكفي لصنع قنبلتين نوويتين إذا زادت درجة النقاء، وهو أمر تنفي إيران رغبتها فيه أو التخطيط له، زادت إسرائيل من تهديداتها بشن ضربات عسكرية استباقية إذا أخفقت الدبلوماسية الدولية في إيقاف إيران.
ودأبت إسرائيل على تأكيد أن نجاح الدبلوماسية يتطلب مواجهة إيران بتهديدات عسكرية ذات مصداقية.
نتنياهو يتهم "الطاقة الذرية"
وفي وقت سابق، اتهم نتنياهو الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتقصير في مراقبة أنشطة إيران النووية، مشيراً إلى أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة تخاطر بأن تصبح هيئة مُسيسة وبالتالي تفقد أهميتها، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وجاءت الانتقادات غير المألوفة في أعقاب تقرير أصدرته الوكالة، الأسبوع الماضي، أشار إلى أن إيران قدمت إجابة مُرضية فيما يتعلق باكتشاف جزيئات يورانيوم مُشتبه بها، وإلى أنها أعادت تركيب بعض معدات المراقبة التي وُضعت في البداية بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 الذي يتوقف العمل به الآن.
إذ قال نتنياهو: "إيران تواصل الكذب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية. رضوخ الوكالة للضغط الإيراني وصمة في سجلها".
وتابع: "إذا أصبحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية منظمة سياسية، فإن نشاطها الرقابي في إيران وتقاريرها عن النشاط النووي الإيراني سيكونان بلا أهمية".
ولم ترد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد على طلب "رويترز" للتعليق.
تحقيق الوكالة
والأربعاء، ذكرت الوكالة أنه بعد التحقيق وعدم إحراز تقدم على مدى السنوات السابقة، قدمت إيران إجابة مُرضية فيما يتعلق بالعثور على جزيئات يورانيوم في أحد المواقع الثلاثة المشمولة بالتحقيق.
إذ قال دبلوماسي كبير في فيينا إن هذه الجسيمات يمكن تفسير وجودها بوجود مختبر ومنجم يعودان للحقبة السوفييتية هناك، مشيراً إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست لديها أسئلة أخرى.
إلى ذلك، قال نتنياهو: "تفسيرات إيران… فيما يتعلق بالعثور على مواد نووية في مواقع محظورة لا يمكن الوثوق بها فحسب، كما أنها مستحيلة أيضاً من الناحية الفنية".
لكن الدبلوماسي الكبير أضاف في مقابلة مع "رويترز" أن تقييم الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يزال قائماً على أن إيران أجرت تجارب متفجرات هناك قبل عقود كانت ذات صلة بالأسلحة النووية.
وبعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، زادت طهران تخصيب اليورانيوم.
إذ يقول مسؤولون إسرائيليون وغربيون إن طهران يمكن أن تنتقل من درجة التخصيب 60% إلى 90% اللازمة لصنع أسلحة نووية في غضون أسابيع قليلة.
وفي خطاب أمام الأمم المتحدة عام 2012، اعتبر نتنياهو أن تخصيب إيران لليورانيوم بدرجة نقاء 90% "خط أحمر" يمكن أن يؤدي إلى ضربات استباقية.
هذا، وينقسم الخبراء حول ما إذا كانت إسرائيل، التي لديها جيش متطور يُعتقد أنه مسلح نووياً، يمكن أن تلحق أضراراً دائمة بمنشآت إيران مترامية الأطراف والبعيدة والمحمية جيداً.
من جهته، قال وزير الطاقة الإسرائيلي، يسرائيل كاتس: "في حالة وصولنا إلى نقطة القرار، حيث يكون الخياران هما إما امتلاك إيران لقنبلة أو قيامنا بعمل ما، فسيكون قرارنا هو اتخاذ إجراء".
وقال كاتس، عضو مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، في تصريحات إذاعية: "نأخذ جميع الاستعدادات في هذه اللحظة بالذات".