دفن عدد محدود من أسرة المجند المصري، محمد صلاح، جثمانه، الإثنين 5 يونيو/حزيران 2023، حسبما قال مصدر على صلة قرابة بصلاح، الذي قتل ثلاثة جنود إسرائيليين على الحدود قبل يومين، مشيراً إلى عدم علم الأسرة بوصول الجثمان إلا قبل الدفن بوقت قليل، وذلك وفق ما نشره موقع "مدى مصر" في صفحته الرسمية على فيسبوك.
كانت هيئة البث الإسرائيلية قد قالت الإثنين 5 يونيو/حزيران 2023، إن تل أبيب سلمت القاهرة جثمان الجندي منفذ الهجوم الحدودي، الذي وقع السبت وأدى إلى مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخر، وذلك بعد ساعات من نشر الهيئة اسم منفذ الهجوم الحدودي.
دفن جثمان الجندي المصري محمد صلاح واستجواب أهله
موقع "مدى مصر" قال كذلك إن قوة أمنية اصطحبت شقيق صلاح وعمه من منزل العائلة يوم الحادث، ولم يظهرا حتى السابعة من صباح الإثنين، حين اتصلا بالأسرة وأبلغاها أنهما في الطريق لدفن جثمان صلاح بمقابر العائلة في قرية العمار بمحافظة القليوبية، موضحاً أن "والده ميت وعمه زي أبوه، وهما قاعدين كلهم في بيت عيلة". وأضاف المصدر أن ضيق الوقت منع معظم أفراد العائلة من حضور الدفن، وضمن ذلك والدة صلاح التي تقيم في القاهرة، مشيراً إلى أن عم صلاح وشقيقه عادا لمنزل العائلة في القاهرة بعد ساعات قليلة من انتهاء مراسم الدفن.
كذلك فقد قال الموقع الإلكتروني المصري، إن صلاح عمره 23 عاماً، ولم يُكمل تعليمه بعد المرحلة الإعدادية، وبدأ عام 2022 خدمته كفرد أمن مركزي لمدة ثلاث سنوات قرب الحدود بشمال سيناء، فيما كان يعمل فني نجارة وألوميتال.
في حين قال الموقع إن مصر وافقت على السماح لفريق محققين إسرائيلي بالعمل داخل حدودها منذ مساء اﻷحد، في إطار التحقيق المشترك الذي اتفق البلدان على إجرائه في إطار الالتزامات الأمنية المتبادلة.
نقل كذلك الموقع عمن قال إنه "مصدر أمني"، أن العملية تسببت في حرج كبير للإدارة المصرية، خاصةً أن هذه العملية ليست مرتبطة بأية تنظيمات إرهابية، لافتاً إلى حرص الإدارة المصرية بأعلى مستوياتها على استيعاب الجانب الإسرائيلي، وأن السلطات المصرية كانت تأمل إحراز تقدم في مفاوضات التهدئة بين الإسرائيليين والفصائل الفلسطينية، التي يوجد ممثلوها في مصر حالياً، غير أن هذا يبدو معقداً حالياً بعدما اتجه التركيز إلى التحقيقات في ملابسات عملية الحدود. وأضاف المصدر أن هذا الحادث سيدفع السلطات المصرية إلى البدء في تدقيق التحريات حول المجندين العاملين في سيناء.
بحسب ما نقلته وكالة الأناضول عن هيئة البث الإسرائيلية، فإن إسرائيل سلمت جثمان الشرطي المصري الذي نفذ الهجوم في الجنوب. ولم توضح الهيئة الحكومية مزيداً من التفاصيل عن عملية التسليم، ولم يصدر تعقيب فوري من القاهرة حول عملية التسليم.
تضارب الروايات حول حادث قتل جنود إسرائيليين
تضاربت الروايات المصرية والإسرائيلية بشأن تسلل الشرطي فجر السبت، إلى الحدود الإسرائيلية من الجانب المصري وقتله 3 جنود إسرائيليين وإصابة رابع قبل مقتله في وقت لاحق.
في وقت سابق من الإثنين، قالت هيئة البث الإسرائيلية (الحكومية)، إن "المصري الذي نفذ الهجوم على الحدود هو محمد صلاح (22 عاماً)، من القاهرة"، مرفقة بيانها بصورة له.
تحقيقات إسرائيلية بخصوص الجندي المصري
في سياق متصل، أفاد تحقيق للجيش الإسرائيلي بأن الشرطي المصري، الذي قتل 3 من جنوده السبت وأصاب ضابطاً، دخل من "معبر خاص" وكان يحمل بندقية كلاشينكوف قديمة وسكاكين ومصحفاً.
نتائج التحقيق، التي نشرتها الأحد وسائل إعلام عبرية بينها القناة "12" وصحيفة "يديعوت أحرونوت"، خلصت إلى أن "الجندي المصري لم يتسلل عبر فجوة في السياج الحدودي ولم يتسلقه، بل دخل من معبر طوارئ مخصص لمرور القوات إلى الجانب المصري من الحدود عند الحاجة".
أضافت أن الجندي غادر معسكره ليلاً وسار نحو خمسة كيلومترات مسلحاً ببندقية كلاشينكوف قديمة وصولاً إلى المعبر، وكان بحوزته 6 مخازن ذخيرة وسكاكين كوماندوز ومصحف، وقطع الأصفاد الموضوعة على المعبر بسكين.
التحقيق ذكر أيضاً، أن "الجندي المصري خطط لكل خطوة مسبقاً وكان يعرف المنطقة جيداً، بما في ذلك موقع المراقبة الذي قتل فيه الجنديين الإسرائيليين، بحكم عمله حارس حدود".
تابع أن الجنديين الإسرائيليين تسلما موقعهما الساعة 21:00 (ت.غ+2) السبت، في نوبة خدمةٍ مدتها 12 ساعة، وفي الساعة الـ04:15 تواصل معهما زملاؤهما وأجابا بأن كل شيء على ما يرام، وكانت هذه آخر مرة يتم فيها التواصل معهما.
الجندي المصري أطلق النار على الإسرائيليين
تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن الجندي المصري أطلق عليهما الرصاص نحو الساعة السادسة صباحاً، السبت، وأرداهما قتيلين.
وبعد أن قتلهما، وفقاً للتحقيق، "أعد الجندي مخبأ لنفسه لمواصلة التخفي في الأراضي الإسرائيلية، واستقر على عمق كيلومتر ونصف شرق السياج، وساعدته التضاريس الجبلية للمنطقة التي تضم العديد من المنحنيات والطيات، في تنفيذ خطته".
كذلك وفي نحو الساعة الـ09:00، وصل قائد الفصيل الإسرائيلي إلى الموقع واكتشف مقتل مجند ومجندة، وعندها أدرك الجيش أن هناك هجوماً، وآنذاك تلقى الجيش الإسرائيلي رسالة من مصر مفادها أن شرطياً مصرياً مفقود، بحسب التحقيق.
وبعد عملية تمشيط إسرائيلية واسعة، شاركت فيها طائرات بدون طيار، تم رصد موقع الجندي المصري، وبعد الساعة الـ11 صباحاً بقليل، اشتبك الجندي مع قوات إسرائيلية تقدمت نحوه وقتل جندياً ثالثاً وأصاب ضابطاً في تبادل لإطلاق النار قبل مقتله.
نتنياهو يطالب مصر بالتحقيق
في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "الحادث خطير وغير عادي وسيتم التحقيق فيه بدقة"، وفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
أردف أن "إسرائيل بعثت برسالة واضحة إلى الحكومة المصرية بأننا نتوقع أن يكون التحقيق المشترك دقيقاً وشاملاً، وهذا جزء من التعاون الأمني المهم بيننا والمستمر لمصلحة البلدين منذ سنوات".
وحتى الساعة الـ12:50 بتوقيت غرينتش، لم يصدر تعقيب رسمي من القاهرة بشأن نتائج تحقيق الجيش الإسرائيلي ولا تصريح نتنياهو.
خلافاً للرواية الإسرائيلية، قال الجيش المصري في بيان، السبت، إن أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية طارد عناصر تهريب المخدرات فجر السبت. وأضاف أنه "أثناء المطاردة قام فرد الأمن باختراق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران؛ مما أدى إلى وفاة 3 من عناصر التأمين الإسرائيلية وإصابة 2 آخرين، إضافة إلى وفاة فرد التأمين المصري أثناء تبادل إطلاق النيران".وترتبط مصر وإسرائيل بمعاهدة سلام منذ 1979، ولا تزال تل أبيب تحتل أراضي في كل من فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/حزيران 1967. ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب، علاقات معلنة مع إسرائيل.