أدان أكاديميون ومنظمات يهودية، "حملة التشهير" التي استهدفت الطالبة فاطمة موسى محمد، من قبل جامعة مدينة نيويورك، بعد سردها انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان وجرائمها ضد الفلسطينيين خلال مراسم احتفالية، حيث صنفت الجامعة في 30 مايو/أيار كلمتها بأنها خطاب كراهية.
إذ أطلقت منظمة Within Our Lifetime Palestine حملةً بعنوان "ندعم فاطمة"، حيث تدعو المنظمة الناس للدفاع عن النشطاء في جامعة مدينة نيويورك الذين يدعمون فلسطين، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني.
وتشجع المنظمة الناس على التوقيع على بيانهم، وإرسال بريد إلكتروني إلى الجامعة، التي تطالبها المنظمة بـ"التراجع عن بيانها الأخير وحماية فاطمة وجميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والخريجين الذين يواجهون قمعاً بسبب تحركهم من أجل فلسطين".
خطاب للجامعة
ووقَّع العشرات من أعضاء هيئة التدريس بجامعة مدينة نيويورك، الخميس 1 يونيو/حزيران، خطاباً موجهاً إلى مستشار الجامعة ومجلس الأمناء يطلب منهم سحب بيان 30 مايو/أيار والاعتذار لفاطمة والاعتذار لطلاب دفعة 2023 بكلية الحقوق.
وجاء في الخطاب: "لا يوجد تفسير معقول لكلمة الطالبة من شأنه أن يوحي بأنه كان خطاب كراهية، نظراً لأن أياً من كلمات الطالبة لم تهاجم أي أشخاص، ولكنها على الأقل هاجمت دولة ومؤسسات تتسبب بشكل لا يقبل الجدل في إلحاق الأذى بالناس محلياً وعلى الصعيد الدولي".
الموقع البريطاني أوضح أنه في 12 مايو/أيار، حُذف مقطع فيديو لحفل تخرج كلية الحقوق بجامعة كوني في نيويورك (Cuny) من صفحتها على يوتيوب بعد ساعات من الحفل.
"بيان يثير القلق"
فيما كانت شومتولي حق، أستاذة القانون المشاركة بكلية الحقوق بجامعة مدينة نيويورك، في إجازة، لكنها شاهدت كلمة فاطمة على منصة يوتيوب. وفي حديثها إلى موقع ميدل إيست آي البريطاني عبر الهاتف من إسبانيا، قالت إن البيان الصادر من الجامعة يثير القلق.
شومتولي أضافت أن بيان الجامعة ومجلس أمنائها مبني على أكاذيب. وقالت إن كلمة فاطمة ليست خطاب كراهية، والمفترض أن تكون محميةً بموجب التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة.
وقالت: "إن انتقاد سياسة دولة ليس هو نفسه التعبير عن وجهة نظر متحيزة حول اليهودية أو المجتمع اليهودي".
أما غريغوري لويس، أستاذ القانون المشارك بكلية الحقوق بالجامعة نفسها، فقال إنه غاضب من تعرض فاطمة لـ"السخرية بسبب ممارستها الأساسية لحرية التعبير، بما في ذلك من جانب الجامعة التي حصلت على شهادتها منها".
وفي تصريح لموقع ميدل إيست آي قال منظمو حملة "جامعة نيويورك من أجل فلسطين" إن الأحداث الأخيرة كانت هجوماً مدبراً ضد فاطمة. وأضافوا: "ما نشهده هو أن إدارة جامعة مدينة نيويورك وهي تدرك الضرر الذي تسبب فيه تجاهلها المتعمد للمطالبات، وستواصل القيام بذلك طالما أنها تتصرف بأمر من المانحين وتخضع لمنظمات عنصرية خارجية".
تهديدات بالقتل
وتدرس فاطمة الآن من أجل خوض اختبار نقابة المحامين في ولاية نيويورك. في الوقت نفسه، تعرضت لتهديدات بالقتل؛ مما دفعها وعائلتها للخوف على سلامتهم.
كانت فاطمة قد حظيت بتصويتٍ من قِبَلِ دفعة تخرجها لتكون المتحدثة في حفل التخرج في عام 2023. وتعتقد الأستاذة حق أن هذا دليل على تميزها.
وفي بيان صدر في 30 مايو/أيار، قالت منظمة "يهود من أجل العدالة العرقية والاقتصادية": "يجب أن تدعم الجامعة طلابها الذين يُستهدَفون في وسائل الإعلام اليمينية.. يجب أن تدافع جامعة مدينة نيويورك عن فاطمة. في المقابل، فإنهم يرمونها للذئاب. هذا مخجل حقاً".
وانتقلت منظمة "أصوات يهودية من أجل السلام" إلى منصة تويتر في 30 مايو/أيار لتكتب أنه لا ينبغي لأحد أن يواجه هجمات عنصرية نظير وصفه الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون.
وكتبت جمعية "طلاب القانون اليهود" في كلية الحقوق بجامعة مدينة نيويورك رسالةً لدعم فاطمة في 21 مايو/أيار، قائلةً: "من المخادع اعتبار هذه الأوصاف الواقعية بأنها معادية للسامية عندما تصف ظروف حياة الفلسطينيين".
بينما يقف الأساتذة والطلاب والمنظمات اليهودية في جامعة مدينة نيويورك إلى جانب فاطمة، فإن الذين يشغلون المناصب العليا فيها هم من يستهدفونها.