انخفض مؤشر منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لأسعار الغذاء العالمية في مايو/أيار 2023 إلى أدنى مستوياته في عامين، إذ فاقت الانخفاضات الكبيرة في أسعار الزيوت النباتية والحبوب ومنتجات الألبان الزيادات في أسعار السكر واللحوم.
وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، الجمعة 2 يونيو/حزيران 2023، إن مؤشرها، الذي يتتبع أسعار السلع الغذائية الأكثر تداولاً عالمياً، بلغ في المتوسط 124.3 نقطة في مايو/أيار مقابل 127.7 نقطة بعد التعديل في الشهر السابق.
وقراءة مايو/أيار هي الأدنى منذ أبريل/نيسان 2021؛ وتعني أن المؤشر العام أقل الآن بنسبة 22% من أعلى مستوى وصل إليه في مارس/آذار 2022 بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي تقرير منفصل عن العرض والطلب على الحبوب، توقعت الفاو أن يبلغ الإنتاج العالمي من الحبوب هذا العام 2.813 مليار طن، بزيادة 1% عن عام 2022 وهو ما يعكس بشكل رئيسي زيادة متوقعة في إنتاج الذرة.
الحرب الروسية في أوكرانيا تفاقم الأزمة
يشار إلى أنه بعد وقت قصير من الحرب الروسية على أوكرانيا، وصلت أسعار السلع الغذائية في "مؤشر منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لأسعار الغذاء" إلى أعلى مستوى مسجل لها، وكان ذلك دليلاً على زيادة أسعار الأغذية في جميع أنحاء العالم. ففي بريطانيا، على سبيل المثال، كانت أسعار الخبز والبيض قد زادت في ديسمبر/كانون الأول، بنسبة 18% على نظيرتها في العام السابق، وزادت أسعار الحليب بنسبة 30%.
وتهدد الزيادة في أسعار المواد الغذائية قدرات الأمن الغذائي بالعالم، لا سيما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل التي تعتمد اعتماداً كبيراً على أوكرانيا وروسيا في إمدادات الحبوب والزيوت النباتية. ويشمل ذلك كثيراً من بلدان إفريقيا وآسيا، التي استحوذت على 95% من صادرات القمح الأوكرانية في عام 2021 (ما يقرب من عُشر إمدادات القمح العالمية).
وأدى هذا النقص إلى انتشار الحديث في وسائل الإعلام عن احتمال حدوث مجاعات في مناطق مختلفة بالعالم، إلا أن أسعار المواد الغذائية تراجعت في أثناء المدة الماضية، وتدل البيانات الواردة في "مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء" على عودة الأسعار إلى مستويات ما قبل الغزو بعد عام من الحرب الروسية على أوكرانيا.