تمكن "أوه تشونغ سونغ"، الذي يعمل بمجال صناعة التكنولوجيا في دبي، من العمل بوظيفة لتطوير أنظمة تكنولوجيا المعلومات كان قد وجدها على منصة "أبوورك" Upwork للعمل الحر (Freelancing) عبر الإنترنت، رغم أن الأمم المتحدة كانت قد أمرت الدول من قبل بإقالة الموظفين من كوريا الشمالية بحلول عام 2019، إلا أن آلافاً منهم بقوا يعملون خارج البلاد دون الإبلاغ عنهم، ما يعود على بيونغ يانغ بمليارات الدولارات سنوياً، وفقاً لتقرير من كوريا الجنوبية، وبيانات إعلامية متواترة نقلتها وكالة Bloomberg الأمريكية.
ولا تزال التفاصيل المتاحة بشأن حالة أوه تشونغ سونغ شحيحة، غير أن تقريراً حديثاً من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يورد بعض المعلومات عن كيفية تزويره لجنسيته وعمله ليكسب المال بالعملات الأجنبية، ثم هروبه في النهاية من البلاد لتجنب القبض عليه.
في الوقت ذاته تقريباً، كان مواطن كوري شمالي آخر، "كيم سانغ مان"، يعمل بشركة تكنولوجيا تُدعى "جين يونغ" Jinyong IT Cooperative Co ويعيش في مدينة فلاديفوستوك الروسية. لكن وزارة الخزانة الأمريكية كشفت بعد ذلك أن كيم كان يتعاون في الوقت نفسه مع وكالة الاستخبارات الكورية الشمالية، المعروفة باسم "المكتب العام للاستطلاع".
وتزعم وزارة الخزانة الأمريكية أن كيم تلقى -أثناء عمله متخصصاً بتكنولوجيا المعلومات في روسيا وتعاونه مع الاستخبارات الكورية الشمالية- أكثر من مليوني دولار من مدفوعات العملة المشفرة من عاملين بمجال التكنولوجيا في روسيا والصين. وقالت الوزارة إن كيم كان يحوِّل الأموال بعد ذلك إلى حكومة كوريا الشمالية لمساعدتها في تجنب العقوبات الدولية.
جواسيس لكوريا الشمالية
أوه وكيم ليسا إلا فردين من بين عدد لا يُحصى من الكوريين الشماليين الذين يعيشون في الخارج ويعملون بالنيابة عن حكومة كيم جونغ أون. فقد كشف تقرير للأمم المتحدة أن ضابط استخبارات من كوريا الشمالية كان يُدير شبكة كاملة من الفنادق والكازينوهات والمطاعم والحانات في كمبوديا قبل اكتشافه وهروبه من البلاد في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
من جهة أخرى، يُشتبه في أن قراصنة كوريين شماليين سرقوا العام الماضي ما يقدّر بنحو 1.7 مليار دولار من العملات المشفرة، ولا يزالون يمارسون نشاطهم في استخدام تقنيات القرصنة المبتكرة. ويعتمد النظام في كوريا الشمالية على عدد غير معروف من المواطنين الذين يعيشون ويعملون بالخارج ويرسلون الأموال إلى الوطن.
في هذا السياق، حذّرت الولايات المتحدة العام الماضي من أن العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات في كوريا الشمالية يبحثون عن وظائف حرة في أقسام تطوير تطبيقات الأجهزة المحمولة؛ وتبادل العملات المشفرة؛ وألعاب الهواتف المحمولة، حيث يكسبون المال، ويشاركون في تمويل برامج تطوير الأسلحة الخاصة بزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.
وعلى الرغم من صعوبة الحصول على تفاصيل بشأن حالات محددة، فإن مسؤولين تنفيذيين في شركات تعمل بالعملات الرقمية قدَّموا بعض الروايات عن مقابلاتهم مع مرشحين للوظائف كان يبدو أنهم من كوريا الشمالية. وكشفت رواياتهم أن بعض المتقدمين للوظائف ينتحلون معرفتهم بلغة مختلفة عن الكورية الشمالية من ملفات شخصية مشروعة وعامة على موقع "لينكد إن" وموقع "إنديد" للتوظيف، لتعزيز فرصهم في الحصول على عمل.
في غضون ذلك، يواصل قراصنة كوريا الشمالية البحث عن طرق جديدة لاختراق شبكات الكمبيوتر. وقد أوضح باحثون في تقرير منشور يوم الإثنين، 29 مايو/أيار كيف يستهدف المهاجمون المرتبطون ببيونغ يانغ أنظمة ويندوز الضعيفة لاختراق شبكات الشركات.