حذَّر 300 من كبار الاقتصاديين، بينهم مسؤولون كبار سابقون في بنك إسرائيل ووزارة المالية، من أن الميزانية التي أقرها بنيامين نتنياهو، إرضاء لائتلافه اليميني، تشكل "تهديداً وجودياً لمستقبل إسرائيل"، بحسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 31 مايو/أيار 2023.
وتعزز المخصصات الإسرائيلية 484 مليار شيكل أو ما يقارب 130 مليار دولار في عام 2023، و514 مليار شيكل في عام 2024، أو ما يعادل 138 مليار دولار، إسرائيل القومية المتطرفة، بعيداً عن مظهر العدالة الاجتماعية.
ووصلت الأموال المخصصة للأحزاب السياسية بهدف تحقيق مشاريعها الخاصة، إلى 14 مليار شيكل. وبالمقارنة، حصلت المستشفيات العامة المنهارة في إسرائيل على 12.4 مليار فقط.
ومع ذلك، فإن الميزانية ليست سيئة فقط، إنها معادية للديمقراطية أيضاً، فقبل أن تتمكن الحكومة من تحقيق هدفها في إحداث تغيير جذري بالنظام السياسي الإسرائيلي من خلال إصلاحاتها القضائية المثيرة للجدل، فإن الميزانية قد فعلت ذلك بالفعل.
تُوصَف الميزانية الجديدة على نطاق واسع، بأنها "نهب للخزانة العامة"، هذا ما تقوله عناوين الصحف في إسرائيل.
ووصف أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا، الميزانية بأنها "وصمة عار سوداء في تاريخ إسرائيل".
تعد الميزانية الجديدة طريقة أكثر تعقيداً لتأمين تعليم قومي يميني متطرف طويل الأمد للأجيال القادمة، والحفاظ على مجتمعات أرثوذكسية محافظة ومنعزلة، وخلق ناخبين مستقبليين مشبعين بفكرة متشددة عن الدولة اليهودية.
يقول يوسي دهان، رئيس قسم حقوق الإنسان بكلية القانون والأعمال، إن الميزانية تحقق، في كثير من النواحي، رؤية منتدى كوهيليت، وهو مؤسسة فكرية شديدة المحافظة ممولة أساساً من اثنين من المليارديرات الأمريكيين.
حصة الأسد لوزارة الاستيطان
حيث مُنِحَت وزيرة البعثات القومية والاستيطان اليميني المتطرف أوريت ستروك، من حزب الصهيونية الدينية، 280 مليون شيكل "لتقوية الهوية اليهودية". وشمل ذلك 120 مليوناً للثقافة اليهودية و80 مليوناً للهوية اليهودية.
يعتبر تقييد الفلسطينيين أيضاً جزءاً مهماً من هذه الخطة، حيث حصلت وزارة الاستيطان على 40 مليون شيكل إضافي لشراء معدات خاصة، مثل الطائرات المسيَّرة، لمراقبة البناء الفلسطيني في المنطقة ج، التي تشكِّل 60% من الضفة الغربية المحتلة.
وبينما كانت مفاوضات الميزانية على قدم وساق، أصدر بتسلئيل سموتريش، وزير المالية الإسرائيلي، تعليمات للسلطات بتطوير البنية التحتية استعداداً لوصول 500 ألف مستوطن يهودي إضافي إلى الضفة الغربية.
ومع ارتفاع تكلفة المعيشة في إسرائيل الآن، من المحتم أن تجتذب مستوطنات الضفة الغربية والبؤر الاستيطانية التي تتمتع بدعم لا مثيل له من الأموال الحكومية، مزيداً من المستوطنين للتمتع بمستوى معيشي أعلى.