انتقدت الأمم المتحدة، الصين لقلةِ اعتمادها على النساء في المناصب العليا للدولة، لا سيما بعد تقاعد سون تشونلان، العضوة السابقة في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني والملقبة بـ"السيدة الحديدية"، وبات المكتب السياسي للحزب الحاكم لم يعد به ولو امرأة واحدة، من بين 24 عضواً لأول مرة منذ عقدين.
صحيفة The Times البريطانية، قالت، الأربعاء، 31 مايو/أيار 2023، إنه لم يعد هناك أي امرأة تشغل مناصب قيادية عليا في بكين، وقد أثار ذلك انتقادات دولية بأن الدائرة المقربة من الرئيس الصين شي جين بينغ صارت أقرب إلى نادٍ يحتكره الذكور.
الصحيفة أشارت إلى أن خبراء ألقوا باللوم في ذلك على النظام الأبوي الذكوري في البلاد وغياب القيادات النسائية، لأن النساء غالباً ما يُكلَّفن بأدوار تقليدية، ويُحبسن عن الترقي السياسي، بل يؤول بهن الحال إلى التهميش في الحكومة.
ووجدت "لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة"، أن النساء لا يمثلن سوى 26% فقط من النواب في المؤتمر الوطني الـ14 لمجلس الشعب الصيني، وأن المكتب السياسي للحزب الحاكم لم يعد به ولو امرأة واحدة، من بين 24 عضواً لأول مرة منذ عقدين.
كانت آخر امرأة تعمل في المكتب السياسي هي سون تشونلان، التي تركت منصبها بعد أن عيَّن مؤتمر الحزب مكتباً سياسياً من الذكور فقط، وقد أنهى ذلك ممارسة عرفية اعتاد فيها النظام اختيار امرأة واحدة على الأقل في النخبة السياسية العليا التي تضم نحو 20 شخصاً.
كما أشارت الأمم المتحدة إلى أن النساء يشكلن 35% من دبلوماسيي الصين، ونسبة 11.3% من سفرائها، وأقل من 25% من الإداريين بالمؤسسات العامة في البلاد.
وقالت المنظمة إن الرئيس الصيني عليه أن "يعتمد بعض التدابير الخاصة المؤقتة" لتعديل هذا الوضع، مثل إجراءات "الحصص القانونية واتِّباع نظام التكافؤ بين الجنسين".
وخلصت الأمم المتحدة إلى أن الفجوة بين الجنسين كانت أشد حدةً في هيئات "القضاء، والمؤسسات العامة، والخدمة الخارجية في الصين، ولا سيما في هيئات صنع القرار".
سون تشونلان
تقاعدت سون -التي كلَّفها شي بالإشراف على سياسة "صفر كورونا" الصينية لمكافحة الجائحة- في مارس/آذار، عن عمر يناهز 72 عاماً. والمسؤولة الصينية شين يتشين (63 عاماً) هي الآن أعلى مسؤولة تتولى منصباً بالدولة، بصفتها عضو مجلس الدولة المسؤول عن الموارد البشرية والتأمين الاجتماعي والشؤون الداخلية والمسائل العرقية.
ولا يضم الحزب الشيوعي الصيني سوى 28 مليون عضوة، أي أقل من 30% من إجمالي أعضائه. ومنذ أن أسَّس الحزب الشيوعي جمهوريةَ الصين الشعبية في عام 1949، لم تتمكن أي امرأة صينية من تجاوز المكتب السياسي لتتولى رئاسة الحزب أو الحصول على مكان في اللجنة الدائمة، التي عادة ما تضم أقل من 10 أفراد. وتتكون اللجنة الدائمة الحالية من 7 أعضاء، جميعهم من الرجال.
كما تطرق تقرير الأمم المتحدة كذلك إلى مخاوف بشأن تقارير واردة إلى المنظمة الدولية عن تعرّض المدافعات عن حقوق الإنسان للترهيب والمضايقات، ويشمل ذلك حوادث العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي على أيدي الشرطة ومسؤولين آخرين.
إلى ذلك، طلبت لجنة الأمم المتحدة من الحكومة الصينية والحزب الحاكم تقديم ضمانات لعدم تعرض المدافعات عن حقوق الإنسان للترهيب والمضايقة والانتقام بسبب عملهن، الذي يتضمن التعاون مع لجنة الأمم المتحدة.