تعيش تل أبيب حالة من "الضبابية"، كما وصفها مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، وذلك بشأن الجهود التي تبذلها واشنطن للتوسط في اتفاق تطبيع ترجوه إسرائيل مع السعودية، بحسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 31 مايو/أيار 2023.
حيث قال تساحي هنغبي، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: "لسنا على أي علم، حالياً، بما يحدث في المناقشات السعودية الأمريكية".
كما قال هنغبي إن السعوديين ينتهجون دبلوماسية "ثلاثية" تضع شروطاً على واشنطن وإسرائيل مقابل تطبيع العلاقات.
وسبق أن ذكرت صحيفة The Wall Street Journal في مارس/آذار 2023، أن الرياض اشترطت على إدارة بايدن تشديد التزاماتها الأمنية، وتسريع مبيعات الأسلحة، والمساعدة في برنامجها النووي المدني، مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ليس لإسرائيل حق الاعتراض الرسمي على مبيعات الأسلحة الأمريكية أو القضايا النووية، لكن واشنطن تتشاور منذ فترة طويلة مع أقرب حليف لها؛ لضمان احتفاظها بـ"التفوق العسكري النوعي" على الدول العربية.
فحتى بعد تطبيع العلاقات مع الإمارات عام 2020 في إطار اتفاقات التطبيع التي توسطت فيها الولايات المتحدة، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إنه يعارض بيع طائرات F-35 للإمارات، معللاً ذلك بتوازن القوى العسكرية في المنطقة.
وطالب السعوديون أيضاً بتنازلات إسرائيلية. ففي يناير/كانون الثاني 2023، قال وزير الخارجية السعودي إن المملكة لن تطبع العلاقات مع إسرائيل حتى يُمنح الفلسطينيون دولة.
يُشار إلى أن جهود إسرائيل لتعزيز وتمديد اتفاقات التطبيع تواجه صعوبات، وسط تصاعد التوترات في الضفة الغربية المحتلة، خاصةً حول المسجد الأقصى المبارك.
زيارة مرتقبة لواشنطن
فيما ذكر موقع Middle East Eye في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن تركيبة حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة عرقلت تعهده بتحسين العلاقات مع الدول العربية.
وأدلى هنغبي بهذه التصريحات قبل زيارة متوقعة للولايات المتحدة أواخر هذا الأسبوع، مع رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي.
وفقاً لتقرير في موقع Axios، سيلتقي الاثنان مع مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان ومسؤولين كبار آخرين؛ لمناقشة التعاون في الملف النووي الإيراني والتطبيع مع السعودية.
فيما لمح هنغبي إلى ضعف احتمالية إبرام اتفاق مع الرياض يسمح برحلات تجارية مباشرة للمسلمين من إسرائيل لأداء فريضة الحج الشهر المقبل.
وقال: "نود أن يحدث ذلك، ولكن ليس واضحاً إن كان يمكن أن يحدث في هذا الموعد".
وسبق أن أشار نتنياهو في أكثر من مناسبة، إلى أن تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض سيمثل خطوة كبيرة نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، على حد تعبيره. ولا تقيم السعودية أي علاقات مع إسرائيل، وتؤكد عادةً أنها ترفض تطبيع العلاقات قبل حل القضية الفلسطينية.