قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته الثلاثاء 30 مايو/أيار 2023، نقلاً عن مسؤول بارز في الأمم المتحدة قوله إن الروهينغا في بنغلاديش باتوا في عرضة لخطر أن يصبحوا "فلسطينيين جدداً"، وقال إنهم عالقون في أزمة ممتدة لا تلقى اهتماماً.
حيث قال أوليفييه دي شوتر، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان، إن من الضروري منح قرابة المليون شخص الذين يعيشون في مخيمات مكتظة في كوكس بازار الحق في العمل في الدولة المضيفة لهم، بنغلاديش، وإن إرغامهم على الاعتماد على المساعدات الدولية المتضائلة ليس مستداماً.
انتقادات للظروف التي يعيش فيها اللاجئون الروهينغا
في الوقت نفسه، قال دي شوتر، الذي تحدث إلى صحيفة The Guardian بعد زيارة قريبة إلى كوكس بازار، إن الظروف "مروعة"، وإنه لم يسبق أن رأى أناساً في "مثل هذه الحالة من اليأس".
هؤلاء اللاجئون – الذين فر معظمهم من القمع الوحشي الذي شنه جيش ميانمار عليهم عام 2017- معزولون عن المجتمع المحلي ويعيشون في ملاجئ مزرية وخانقة. وقال دي شوتر إن العنف بحق الروهينغا أثار غضباً دولياً منذ أكثر من خمس سنوات، وأدى إلى رفع قضية إبادة جماعية في المحكمة العليا للأمم المتحدة، لكن المانحين الدوليين أصبحوا الآن منشغلين بالأزمات في أماكن أخرى.
في سياق متصل، أعلن برنامج الغذاء العالمي مؤخراً أنه اضطر إلى خفض بدل الطعام للاجئين الروهينغا إلى 8 دولارات فقط شهرياً للفرد، بسبب نقص التمويل.
قال دي شوتر: "أضِف هذا إلى ارتفاع أسعار الغذاء في الأشهر الأخيرة، وستجد أنه بالمقارنة مع بداية العام، ستتدهور كمية السعرات الحرارية ونوعية التغذية للاجئين بشكل كبير. ومعدلات سوء التغذية لدى الأطفال ستنمو بدرجة كبيرة وسيستمر التقزم". وقال: "الأسوأ من ذلك كله أن هؤلاء الناس يعتمدون كلياً على الدعم الإنساني.. فهم ممنوعون من العمل. ومحاصرون تماماً".
استمرار العنف ضد الروهينغا
دي شوتر أضاف كذلك: "يقضون أيامهم في خمول تام. ونتيجة لذلك، فالعنف القائم على النوع الاجتماعي آخذ في الازدياد. والأمن في هذه المخيمات يمثل إشكالية كبيرة، إذ تسيطر العصابات المسلحة على تهريب المخدرات عبر حدود ميانمار، وهذا يؤدي إلى تبادل إطلاق النار بين العصابات في المساء. وهذا مقلق جداً، ولا يصح الاستهانة بحالة اليأس التي تعيشها هذه العائلات".
في حين يواجه هؤلاء الناس تهديداً مستمراً أيضاً من ظروف الطقس المتطرفة، وهو خطر تفاقمه القوانين التي تحظر عليهم بناء هياكل خرسانية، ويقيمون في ملاجئ من الخيزران والقماش المشمع. وقال دي شوتر: "هذه المخيمات في وضع مهدد".
قال دي شوتر إن مخاوف حكومة بنغلاديش من أن السماح للروهينغا بالعمل سيشجعهم على البقاء لفترة أطول في البلاد، وبالتالي إثقال كاهل الخدمات العامة والحد من فرص العمل للآخرين، في غير محلها. وقال: "لو تمكنوا من العمل، فسيتمكنون من دفع الضرائب، ويمكنهم فتح أعمال تجارية صغيرة قد توفر فرص عمل للآخرين"، وأضاف أن الناس لهم الحق في سبل العيش.
في المقابل، فقد انتقدت حكومة بنغلاديش المجتمع الدولي لفشله في الضغط على المجلس العسكري في ميانمار للسماح بعودة الروهينغا بأمان إلى وطنهم، وأشارت إلى نقص التمويل الدولي لدعم اللاجئين الذين تستضيفهم.
كذلك فقد قال دي شوتر: "ميانمار تتحمل مسؤولية تهيئة الظروف التي تسمح بالعودة الآمنة إلى الوطن في الظروف المناسبة. وحالياً لا أحد يرى أن هذه الشروط متوفرة". وأشار إلى أن هذه الأزمة أصبحت في طي النسيان، وشدد على ضرورة إيلائها المزيد من الاهتمام الدولي، "وإلا، فهؤلاء الناس سيصبحون فلسطينيين جدداً في ظرف 10 سنوات".