أعلن حزب المعارضة الرئيسي في جنوب إفريقيا، الثلاثاء 30 مايو/أيار 2023، أنه اتخذ إجراءات قانونية لإجبار الحكومة على اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حال قرر الأخير حضور قمة دول "بريكس" المزمع عقدها في أغسطس/آب المقبل، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
حيث قال حزب التحالف الديمقراطي المعارض في جنوب إفريقيا، إنه أطلق دعوى قضائية لضمان قيام الحكومة باعتقال الزعيم الروسي وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية "إذا وطئت قدماه جنوب إفريقيا".
في الوقت ذاته، صرحت وزيرة العدل في حكومة الظل المعارضة جلينيس بريتينباتش، في بيان: "يهدف هذا الإجراء القضائي الاستباقي إلى ضمان وفاء جنوب إفريقيا بالتزاماتها".
أضافت أن الحزب يسعى للحصول على "أمر إعلاني" لتجنب تكرار ما حدث في عام 2015 عندما فشلت بريتوريا في اعتقال الرئيس السوداني آنذاك عمر البشير، الذي كان مطلوباً كذلك من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وتواجه بريتوريا معضلة دبلوماسية منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف ضد بوتين في مارس/آذار الماضي، الذي من المفترض أن يزور البلاد لحضور اجتماع بريكس في أغسطس/آب 2023.
ومن المقرر أن تستضيف جنوب إفريقيا، العضو في المحكمة الجنائية الدولية، التي تربطها علاقات دبلوماسية وثيقة مع موسكو، قمة تكتل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا (بريكس)، لكن الحكومة لم تحدد بعد كيف تنوي التعامل مع مأزق الرئيس الروسي.
حضور بوتين "غير محسوم"
من جانبه، رفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الثلاثاء، الإفصاح عما إذا كان بوتين سيسافر إلى جنوب إفريقيا لحضور القمة، لكن قال إن موسكو تتوقع ألا تركز الدول الشريكة بقمة بريكس على القرارات غير القانونية للمحكمة الجنائية الدولية، وفق ما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وبينما أكد بيسكوف عزم بلاده المشاركة في القمة التي يستضيفها البلد الإفريقي، إلا أنه لم يشر بشكل صريح لاحتمالية مشاركة بوتين من عدمها، مضيفاً أنه "سيتم تمثيل روسيا على النحو الواجب".
ويأتي الإجراء القانوني لحزب التحالف الديمقراطي المعارض بجنوب إفريقيا، في الوقت الذي منحت فيه الحكومة حصانة دبلوماسية للمسؤولين الذين يحضرون اجتماع وزراء خارجية دول البريكس هذا الأسبوع وقمة رؤساء دول المجموعة في أغسطس/آب.
في وقت سابق، ذكرت وزارة خارجية جنوب إفريقيا أنها تضمن الحصانة الدبلوماسية للمشاركين في الاجتماع الوزاري في يونيو/حزيران، وقمة بريكس في أغسطس/آب في البلاد.
وقرأ البعض هذه الخطوة أنها تمهيدية لتوفير غطاء قانوني لزيارة بوتين، وهو أمر نفته بريتوريا، حيث قالت وزارة الشؤون الخارجية بجنوب إفريقيا في بيان إن "هذه الحصانات لا تلغي أي مذكرة قد تكون أصدرتها أي محكمة دولية ضد أي شخص سيحضر المؤتمر"، وقالت إن إصدارها إجراء "عادي" لاستضافة المؤتمرات الدولية.
يُذكر أن جنوب إفريقيا رفضت إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، مشيرة إلى أنها تريد "البقاء على الحياد" وأنها تفضّل الحوار لإنهاء الحرب.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قال الرئيس سيريل رامافوزا إن بلاده تتعرض لـ "ضغوط غير عادية" للانحياز إلى جانب في الصراع، بعد اتهامات بأنها تميل نحو الكرملين.
يشار إلى أن الرئيس الروسي بوتين مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بسبب اتهامات لروسيا بترحيل الأطفال الأوكرانيين قسراً من الأراضي التي تحتلها روسيا.