قال موقع Intelligence Online الفرنسي، إن واشنطن تتمتع بشراكة استخباراتية ممتازة مع بيروت، وتعتزم الحفاظ على وجودها وطموحاتها في لبنان وتوسيعها. إذ تعمل حالياً على بناء مجمع سفارة بمساحة 93 ألف متر مربع على موقع بمساحة 27 هكتاراً (نحو 64 فداناً) في العاصمة، سيضم أيضاً مركزاً للفنون ومستشفى ومسبحاً وأبراجاً سكنية. وستضم السفارة نفسها مركزاً لجمع البيانات، ليصبح هذا الموقع الدبلوماسي قاعدة إقليمية جديدة للمخابرات الأمريكية.
يعتبر لبنان، القريب من سوريا- التي لا تزال واشنطن ترفض تطبيع العلاقات معها- وقلب المركز الإقليمي لحزب الله، موقعاً آمناً واستراتيجياً لنشر عملاء استخبارات حاضرين بالفعل في المنطقة وكذلك عملاء جدد، قادمين مباشرة من الوكالات الاستخباراتية في واشنطن. وذلك بهدف- اقتداءً بنموذج وكالة المخابرات المركزية- إنشاء قاعدة دائمة هناك.
واشنطن تعتزم استثمار شراكتها الاستخباراتية مع لبنان
تعتزم واشنطن أيضاً الاستفادة من شراكتها الاستخباراتية الممتازة- خاصة فيما يتعلق بحزب الله- مع وحدة الاستخبارات العسكرية B2 التابعة للجيش اللبناني. وعلم موقع Intelligence Online أن تمويل الولايات المتحدة للجيش اللبناني- تلقى 60 مليون دولار أخرى في ديسمبر/كانون الأول 2022- يصحبه ضمان يسمح لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) باطلاع لا محدود على معلوماته الاستخباراتية.
كان بناء المجمع الضخم الجديد الذي تبلغ قيمته مليار دولار، والذي تقرر عام 2014، مفاجأة لكثير من المراقبين في وقت تستمر فيه الولايات المتحدة في تحجيم وجودها بالشرق الأوسط، خاصةً أن المنطقة تضم بالفعل عدداً كبيراً من البعثات الدبلوماسية الأمريكية، منها سفارة رئيسية في عمّان، وسفارة أخرى، هي الأكبر في العالم، في بغداد، فضلاً عن سفارة يجري تشييدها في أربيل بكردستان العراق. وسفارة بيروت الجديدة التي صممت لتكون أساس وجود دائم في لبنان- والتي اختير موقعها بفضل وضعه الأمني القوي وقربه من البحر الذي يسهّل الإخلاء- ستكون مركزاً إقليمياً وقاعدة احتياطية محتملة.
عُهد ببنائها إلى شركة مورفوسيس Morphosis للهندسة المعمارية في لوس أنجلوس وشركة ألاباما المسؤولة عن بناء قنصلية أربيل، بي إل هاربرت BL Harbert، ويشرف على أعمال البناء ويليام موسر، مدير مكتب وزارة الخارجية لعمليات المباني الخارجية. ويزور موسر الموقع من حين لآخر مثلما فعل في 5 مايو/أيار برفقة سفيرة الولايات المتحدة في بيروت، دوروثي شيا.