وضع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، جيش البلاد في حالة تأهب قصوى، وأمر وحداته بالتحرك إلى أماكن قريبة من الحدود مع كوسوفو مساء الجمعة 26 مايو/أيار 2023؛ بعدما اشتبك محتجون مع الشرطة في بلدة يمثل الصرب الأغلبية فيها داخل البوسنة المجاورة.
وقال وزير الدفاع الصربي ميلوش فوتشيفيتش، في بث تلفزيوني حي: "أمرت بتحرك عاجل (للقوات) نحو حدود كوسوفو. من الواضح أن هناك إرهاباً ضد المجتمع الصربي في كوسوفو".
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في بلدة زفيتشان لفض حشد خارج أحد مباني البلدية. وحاول المحتجون منع حاكم من أصل ألباني منتخب حديثاً، من دخول مكتبه عقب انتخابات قاطعها الصرب المقيمون في كوسوفو.
وقاطع نحو 50 ألف صربي يعيشون في أربع بلديات بشمال كوسوفو، من بينها زفيتشان، الانتخابات التي جرت في 23 أبريل/نيسان 2023؛ احتجاجاً على عدم تلبية مطالبهم بنيل حكم ذاتي أكبر. ويمثل ذلك انتكاسة جديدة لاتفاق سلام أُبرم في مارس/آذار بين كوسوفو وصربيا.
وقالت شرطة كوسوفو في بيان، إن خمسة من رجالها أصيبوا بجروح طفيفة عندما رشقهم المتظاهرون بالحجارة وأشياء أخرى.
أضاف البيان أن أربع سيارات للشرطة تعرضت للهجوم، من بينها واحدة اشتعلت فيها النيران، مشيراً إلى سماع دوي إطلاق نار في المنطقة.
وقالت السلطات الصحية المحلية الصربية إن نحو عشرة أشخاص التمسوا الرعاية الطبية في مستشفى محلي، بسبب تعرضهم لإصابات طفيفة وتأثرهم بالغاز المسيل للدموع.
واتهم بليريم فيلا، كبير موظفي الرئاسة في كوسوفو، "الكيانات الإجرامية وغير القانونية لصربيا" بتصعيد التوتر ومواجهة هيئات إنفاذ القانون.
وقال في بيان: "العنف لن يسود. صربيا تتحمل المسؤولية كاملة عن التصعيد".
وقال صحفي من رويترز، إن عدة عربات لقوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي في كوسوفو شوهدت بالقرب من موقع الاشتباكات بينما حلّقت طائرات هليكوبتر فوق المنطقة.
فيما نددت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة بقرار كوسوفو الدخول عنوة إلى بعض المباني التابعة للبلدية في شمال كوسوفو، ودعت السلطاتِ إلى التراجع وتهدئة الأوضاع.
وقالت الدول الخمس في بيان مشترك نُشر على موقع الحكومة البريطانية الإلكتروني: "نندد بقرار كوسوفو الدخول عنوة إلى المباني البلدية في شمال كوسوفو على الرغم من دعوتنا إلى ضبط النفس. ندعو السلطات في كوسوفو إلى التراجع على الفور ووقف التصعيد، والتنسيق الوثيق مع بعثة الاتحاد الأوروبي وبعثة حلف شمال الأطلسي في كوسوفو".
وأضاف البيان: "نعبر أيضاً عن قلقنا بسبب قرار صربيا رفع درجة تأهب قواتها المسلحة على الحدود مع كوسوفو، وندعو جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب الخطاب التحريضي".