أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت 27 مايو/أيار 2023، اكتشاف أكبر وأكمل ورشتين للتحنيط بمنطقة آثار سقارة، إحداهما آدمية والأخرى حيوانية، إضافة إلى مقبرتين تعودان إلى عصرَي الدولتين القديمة والحديثة، بالإضافة إلى عدد من اللقى الأثرية.
إذ قالت البعثة الأثرية المصرية التي تعمل في المنطقة إن الورشتين المكتشفتين تعودان لأواخر عصر الأسرة الثلاثين وبداية العصر البطلمي.
وصرَّح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، بأن ورشة التحنيط الآدمي عبارة عن مبنى مستطيل الشكل من الطوب اللبن، مقسم من الداخل إلى عدد من الحجرات، تحتوي على سريرين للتحنيط، تبلغ أبعاد كل منهما حوالي مترين طولاً ومتر عرضاً.
وزيري أضاف أنه تم العثور بداخل الورشة على عدد كبير من الأواني الفخارية، منتشرة في جميع الحجرات، وكمية كبيرة من الكتان ومادة الراتينج الأسود المستخدمة في التحنيط.
أما ورشة تحنيط الحيوانات فهي عبارة عن مبنى مستطيل من الطوب اللبن، له مدخل من الحجر الجيري، ومقسم من الداخل إلى عدد من الحجرات والصالات، عُثر بداخلها على بعض الدفنات الحيوانية مختلفة الأشكال والأحجام إلى جانب بعض الأدوات الخاصة بتحنيط الحيوانات.
وتحتوي الورشة على خمسة أسرّة من الحجر الجيري غائرة في الأرضية ومختلفة نسبياً عن الأسرة الموجودة في ورشة التحنيط الآدمي.
يُذكر أن البعثة الأثرية المصرية بدأت عملها بموقع جبانة البوباسطيون منذ عام 2018، حيث تمكنت من الكشف عن مقبرة فريدة لكاهن من الأسرة الخامسة يدعى "واحتى"، بالإضافة إلى 7 مقابر صخرية، منها ثلاثة مقابر من الدولة الحديثة، وأربعة من الدولة القديمة، وواجهة مقبرة من الدولة القديمة.
وفى عام 2019 تم الكشف عن خبيئة للحيوانات المقدسة، والتي تحتوي على أكثر من ألف تميمة من ألفيانس، وعشرات التماثيل للقطط الخشبية، ومومياوات قطط، وتماثيل خشبية، ومومياوات لحيوانات مختلفة.
كما نجحت البعثة في عام 2020 في الكشف عن أكثر من 100 تابوت خشبي مغلقة بحالتها الأولى من العصر المتأخر داخل آبار للدفن، و40 تمثالاً لإله جبانة سقارة بتاح سوكر بأجزاء مذهبة، و20 صندوقاً خشبياً للإله حورس.
وقد تم تصنيف هذا الكشف كواحد ضمن أهم عشرة اكتشافات أثرية لعام 2020، والأكثر جذباً للأنظار طبقاً لمجلة الآثار الأمريكية Archaeology magasine.
وخلال موسم حفائر البعثة في العام الماضي، تمكنت من الكشف عن أول وأكبر خبيئة تماثيل برونزية بجبانة البوباسطيون بسقارة، تحتوي على 150 تمثالاً برونزياً لآلهة مصرية قديمة، بالإضافة إلى 250 تابوتاً خشبياً ملوناً مغلقاً، تحتوي على مومياوات.
ومن المقرر أن تستكمل البعثة أعمالها بالموقع خلال مواسم الحفائر القادمة، في محاولة للكشف عن المزيد من خبايا وأسرار هذه المنطقة.