قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الجمعة 26 مايو/أيار 2023، إن أنقرة تسعى إلى إعادة اللاجئين السوريين الموجودين في الأراضي التركية إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام أيضاً بشكل آمن، وليس فقط إلى "المناطق الآمنة" في الشمال السوري.
جاء ذلك في مقابلة لتشاووش أوغلو مع قناة محلية، ولفت فيها إلى عودة نحو 553 ألف سوري إلى المناطق التي سيطرت عليها تركيا والتي تقول "إنها طهرتها من الإرهابيين في شمال سوريا".
أوضح تشاووش أوغلو أن بلاده تريد عودة السوريين حتى إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة نظام بشار الأسد، لافتاً إلى تناول الموضوع مع النظام في إطار المسار الرباعي الذي يضم روسيا وإيران أيضاً.
أضاف وزير الخارجية: "اتفقنا في اجتماع وزراء الخارجية الأخير في موسكو على إعداد البنية التحتية من أجل إرسال السوريين بشكل آمن إلى الأماكن التي يسيطر عليها النظام، وقررنا تشكيل لجنة على مستوى نواب الوزراء بمشاركة المؤسسات المعنية أيضاً".
تابع تشاووش أوغلو: "بعبارة أخرى، نحن مصممون بالفعل على إعادة السوريين. ثانياً، نحن لا نفعل ذلك بخطاب عنصري، ولا ننسى أنهم بشر أيضاً"، كما لفت إلى أن "القسم الأكبر من السوريين في تركيا يرغب بالعودة إلى بلاده"، وأكد ضرورة تنفيذ هذه العملية في إطار القوانين الدولية والتركية.
في البيان الختامي لاجتماع المسار الرباعي في موسكو يوم 10 مايو/أيار 2023، أعلن وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران ونظام الأسد، اتفاقهم على تسهيل ضمان عودة السوريين إلى وطنهم الأم "بشكل طوعي وآمن ومشرف".
من جانبها، ذكرت وكالة الأناضول التركية الرسمية أنه "بفضل مشاريع منازل الطوب في محافظة إدلب، ومنطقتي عمليتي درع الفرات، وغصن الزيتون، اللتين طهرتهما تركيا من الإرهاب، تسارعت وتيرة عودة اللاجئين السوريين من تركيا إلى بلادهم".
في هذا الصدد، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن مؤسسات الدولة والمنظمات المدنية أنشأت منازل من الطوب في شمال سوريا (لإيواء النازحين واللاجئين العائدين)، وإن العمل جارٍ لبناء منازل جديدة تستوعب نحو مليون سوري، بدعم قطري.
وكانت أحزاب من المعارضة في تركيا قد توعدت بترحيل اللاجئين السوريين من الأراضي التركية في حال وصولها للسلطة، وتعهد مرشح الرئاسة عن المعارضة، كمال كليجدار أوغلو بترحيل اللاجئين فور وصوله إلى السلطة، بعدما كان قد وضع جدولاً زمنياً لإعادتهم يصل إلى عامين.
واجه اللاجئون السوريون خلال التحضير لجولة الانتخابات الرئاسية الثانية، تصعيداً في خطاب الكراهية والعنصرية من قبل أحزاب بالمعارضة التركية، وانتشرت لافتات في الشوارع عليها صور كليجدار أوغلو وبجانبها عبارة "سيذهب السوريون".
يُشار إلى أنه بحسب الأرقام الرسمية في تركيا يوجد نحو 3.4 مليون لاجئ سوري، كانوا قد بدأوا بالوصول إلى البلاد عقب اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011.