اتهمت وزارة الدفاع الأوكرانية، الجمعة 26 مايو/أيار 2023، روسيا بأنها تخطط لمحاكاة حادث كبير في محطة زاباروجيا للطاقة النووية، التي تسيطر عليها القوات الموالية لموسكو، في محاولة لإحباط هجوم مضاد أوكراني تم التخطيط له منذ فترة طويلة، ويهدف إلى استعادة الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا.
محطة زاباروجيا، التي تقع في منطقة تسيطر عليها روسيا بجنوب أوكرانيا، هي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وقد تعرضت المنطقة مراراً للقصف الذي يلوم الطرفان بعضهما البعض عليه.
إدارة المخابرات في وزارة الدفاع الأوكرانية قالت إن "القوات الروسية ستقصف منشأة زاباروجيا قريباً، ثم تعلن عن تسرب إشعاعي، وهذا من شأنه أن يجبر السلطات الدولية على إجراء تحقيق، يتم خلاله وقف جميع الأعمال القتالية".
لم يقدم بيان الإدارة المنشور على تطبيق تليغرام أي دليل، وأضاف أن روسيا عطلت عملية التناوب المزمعة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموجودين في محطة زاباروجيا، فيما لم تُشر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومقرها فيينا، والتي تنشر بشكل متكرر تحديثات بشأن المحطة، إلى أي تعطيل.
كان شهود قد قالوا الأسبوع الماضي إن القوات العسكرية الروسية عززت مواقعها الدفاعية داخل محطة زاباروجيا وحولها قبل الهجوم المضاد.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، حثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغرب على تحذير روسيا من تفجير سدٍّ، من شأنه أن يغمر مساحة كبيرة، ولم يتم تدمير السد.
كذلك كانت روسيا قد قالت، في فبراير/شباط 2023، إن أوكرانيا تخطط لشن هجوم نووي على أراضيها لإلقاء اللوم على موسكو، واتهمت روسيا كييف مراراً وتكراراً بالتخطيط لعمليات "زائفة" بأسلحة غير تقليدية، باستخدام مواد بيولوجية أو مشعة، لكن لم يحدث أي هجوم من هذا القبيل.
قلق أوروبي
من ناحية ثانية، ندد الاتحاد الأوروبي، الجمعة 26 مايو/أيار 2023، باتفاق بين موسكو ومينسك على نشر رؤوس حربية نووية روسية في بيلاروسيا، وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن "هذه خطوة ستؤدي إلى مزيد من التصعيد شديد الخطورة".
كانت روسيا قد مضت يوم الخميس الماضي قدماً في خطتها لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، التي قال رئيسها إن الرؤوس الحربية في طريقها بالفعل، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن عن الخطة في مارس/آذار 2023.
من جانبه، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الخميس الماضي، إنه بصدد التوقيع مع مينسك على الوثائق الخاصة بإجراءات تخزين تلك الأسلحة في روسيا البيضاء، فيما اعتبر بوريل أن القرار ينتهك العديد من الاتفاقيات الدولية.
أضاف بوريل: "ندعو روسيا لاحترام تلك الالتزامات"، ومضى يقول: "النظام في روسيا البيضاء متواطئ في حرب العدوان الروسية غير القانونية ولا المبررة على أوكرانيا".
كذلك طالب المسؤول الأوروبي السلطات في بيلاروسيا بوضع حد فوري "لدعمها لحرب العدوان الروسية على أوكرانيا والعدول عن القرارات التي لن تؤدي إلا إلى تصعيد التوترات في المنطقة وتقويض سيادة روسيا البيضاء"، وقال إن أي محاولة "لتصعيد الموقف بدرجة أكبر سيقابلها رد فعل قوي ومنسق".
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط موسكو لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.