قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية، الخميس 25 مايو/أيار 2023، إن طهران اختبرت بنجاح صاروخاً باليستياً يبلغ مداه ألفي كيلومتر، وذلك بعد يومين من إثارة رئيس الأركان الإسرائيلي لاحتمال اتخاذ "إجراء" ضد طهران بسبب برنامجها النووي، فيما قالت فرنسا والولايات المتحدة إنّ ذلك يشكّل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي والدولي.
وبث التلفزيون الحكومي بضعة ثوانٍ لما قال إنها عملية لإطلاق نسخة مطورة من الصاروخ الباليستي خرمشهر4 بمدى يبلغ 2000 كيلومتر يحمل اسم خيبر ويمكنه حمل رأس حربي وزنه 1500 كيلوغرام.
وتقول إيران التي تمتلك أحد أكبر برامج الصواريخ في الشرق الأوسط إن أسلحتها قادرة على الوصول إلى إسرائيل والقواعد الأمريكية في المنطقة.
إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني: "رسالتنا إلى أعداء إيران هي أننا سندافع عن البلاد وإنجازاتها. رسالتنا لأصدقائنا هي أننا نريد المساعدة في الاستقرار الإقليمي".
والثلاثاء، أثار رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي احتمال اتخاذ إجراء ضد إيران، في الوقت الذي تتعثر فيه منذ سبتمبر/أيلول الماضي جهود القوى العالمية الست لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وسط مخاوف غربية متزايدة بشأن تقدم طهران النووي المتسارع.
الصاروخ يثير القلق
من جهتها، اتهمت فرنسا، الخميس، إيران بانتهاك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي صادق على الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015، بعد الاختبار الصاروخي.
إذ قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر، في إفادة صحافية: "هذه الأنشطة هي الأكثر إثارة للقلق في ضوء التوسع المتواصل للبرنامج النووي الإيراني".
ويدعو قرار مجلس الأمن رقم 2231 إيران إلى التوقف عن "أي نشاط" يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية، لكن لغة القرار غامضة مما يتركه مجالاً للتأويل.
ويقول مسؤولون من الغرب إنه رغم تعارض عمليات الإطلاق مع القرار، فهي لا تشكل انتهاكاً للاتفاق النووي الأساسي بين إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.
تهديد خطير للأمن
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، للصحفيين الخميس، إنّ تطوير إيران لصواريخ باليستية يشكّل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي والدولي.
ميلر، أكد أنه رغم القيود التي فرضها المجتمع الدولي، فإنّ إيران "تواصل حيازة تكنولوجيات مرتبطة بالصواريخ الباليستية من مزودين أجانب، وإجراء اختبارات لصواريخ باليستية" في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة.
كما أضاف المتحدث أنّ "إيران مزودة بالسلاح النووي ستتحرك في شكل أكثر استفزازاً، لذا نحاول التحذير من امتلاك إيران سلاحاً نووياً مماثلاً".
وفرض الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه واشنطن في 2018، قيوداً على أنشطة إيران النووية، مما أدى إلى تمديد الوقت الذي تحتاجه لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية إذا ما سعت إلى ذلك. وتنفي طهران أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية.