قال الجيش الروسي، الثلاثاء 23 مايو/أيار 2023، إنه صد مسلحين هاجموا منطقة حدودية روسية بمركبات مدرعة في اليوم السابق، ما أسفر عن مقتل أكثر من 70 "قومياً أوكرانياً"، ودفع الباقين للعودة إلى أوكرانيا، ونفت أوكرانيا الوقوف وراءه، فيما لوح مسؤول لدى الكرملين بازدياد فرضية نهاية العالم بضربة نووية.
وفي إحدى أكبر عمليات التوغل المنطلقة من الأراضي الأوكرانية منذ بدء الحرب قبل 15 شهراً، قالت مجموعتان مسلحتان يُزعم أنهما مناهضتان للكرملين، وتستقطبان روسيا، وتقيمان في الخارج، إنهما مسؤولتان عن الهجوم في منطقة بلجورود الروسية.
فيما قالت وزارة الدفاع الروسية التي ألقت باللوم على السلطات الأوكرانية إن قواتها حاصرت مقاتلي العدو وهزمتهم "بضربات جوية ونيران مدفعية، وتدخل فعال للوحدات الحدودية". وقال بيان للوزارة إن أكثر من 70 مقاتلاً أوكرانيا قُتلوا ودُمرت أربع عربات مدرعة، وخمس شاحنات صغيرة، فيما أضافت الوزارة أن "فلول القوميين أجبروا على العودة إلى الأراضي الأوكرانية، حيث استمر إطلاق النار عليهم حتى تم القضاء عليهم تماماً".
وقال حاكم بلجورود الإقليمي إن مدنياً قتلته "القوات المسلحة الأوكرانية".
وقالت إحدى المجموعتين المقاتلتين- وتسمى سلاح المتطوعين الروس- على وسائل التواصل الاجتماعي "في يوم من الأيام سنأتي لنبقى"، وفي بيان لاحق نفت الجماعة هزيمة مقاتليها. وأضافت أن "سلاح المتطوعين الروس لم يتكبد أية خسائر".
بدورها قالت مجموعة ثانية، وهي فيلق حرية روسيا، إنها قامت "بنزع سلاح" سرية ميكانيكية روسية ودمرت عربات مصفحة. وقالت إن البيانات الروسية عن صد التوغل تحدثت عن "خسائر تخيلية"، وأضافت في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن "… قوات بوتين لم تحقق أي نجاحات في اليوم الماضي".
كما أشارت "بينما يختبئون جبنا في الأحراش، سنمضي قدماً نحو هدفنا… التحرير الكامل لروسيا!".
وقالت الحكومة الأوكرانية إنها تراقب الوضع لكن لا علاقة لها به، وكانت قد قالت الشيء نفسه في مارس/آذار، حين شنت إحدى الجماعات، قالت موسكو إنها مكونة من متشددين روس من اليمين المتطرف، وتديرها المخابرات الأوكرانية، توغلاً في منطقة حدودية أخرى.
وقال الرئيس السابق ديمتري ميدفيديف، وهو الآن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن نفي كييف "أكاذيب"، وإن المهاجمين يستحقون الإبادة "مثل الجرذان".
تلميح لضربة نووية
وبالتزامن قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، ديمتري ميدفيديف، إن من سماهم رعاة كييف في واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي يتحملون مسؤولية الهجمات التخريبية في مقاطعة بيلجورود، كما لوح المسؤول الروسي بازدياد فرضية نهاية العالم بضربة نووية.
وأضاف المسؤول الروسي أنه كلما تم تزويد كييف بأسلحة مدمرة ازدادت فرضية نهاية العالم بضربة نووية، حسبما نقلت عنه وكالة تاس.
وأشار ميدفيديف إلى أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" مخطئ في اعتباره أن الصراع النووي مستحيل، لأن الأحداث يمكن أن تسير وفقاً لسيناريو لا يمكن التنبؤ به، حسب تعبيره، وقال ميدفيديف إن موسكو لن تسمح لواشنطن بتحقيق هدفها النهائي بتدمير روسيا.
روسيا تُحرك غواصة نووية
من جانبها، أفادت وكالة تاس الروسية للأنباء بأن أحدث غواصة تابعة للبحرية الروسية تعمل بالطاقة النووية ومزودة بصواريخ باليستية، ستنتقل إلى قاعدة دائمة عند شبه جزيرة كامتشاتكا، في أغسطس/آب، وسط جهود تبذلها موسكو لتعزيز وجودها العسكري في المحيط الهادئ.
وتحمل الغواصة جنراليسيمو سوفوروف، التي دخلت الخدمة في نهاية عام 2022، ما يصل إلى 16 صاروخاً روسياً من طراز بولافا برؤوس نووية.
ونقلت وكالة تاس الحكومية عن مصدر قريب من إدارة الجيش، أن الغواصة "ستخضع لانتقال داخلي من الأسطول الشمالي (في القطب الشمالي) إلى أسطول المحيط الهادي في أغسطس".
وتعمل روسيا على تعزيز دفاعاتها في مناطقها الشرقية الشاسعة المتاخمة لآسيا والمحيط الهادئ، حيث تتهم الولايات المتحدة بتوسيع وجودها، ما يثير مخاوف أمنية في اليابان وأنحاء المنطقة.
ووفقاً لوكالات روسية فإن الغواصة هي السادسة من طراز بوراي للغواصات الأصغر والأكثر قدرة على التخفي، وستحل محل غواصات البلاد السابقة المزودة بصواريخ باليستية.
وفي 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهائها "تخلي" كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.