قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الإثنين 22 مايو/أيار 2023، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تحدث عبر الهاتف مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مرتين خلال الأسابيع الماضية، مشيرةً إلى أن الرياض قدمت قائمة مطالب لإسرائيل متعلقة بالقضية الفلسطينية.
الصحيفة أشارت إلى أن الاتصال بين نتنياهو والأمير محمد تم بتنسيق من وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني، ونقلت عن مصدر دبلوماسي- لم تذكر اسمه- أن نتنياهو وبن سلمان تحدثا قبل وبعد الاجتماع الأخير لجامعة الدول العربية الذي استضافته مدينة جدة، والذي اختُتمت أعماله يوم 20 مايو/أيار 2023. ولم يصدر تعليق من السعودية حول ما قالته الصحيفة.
تقول الصحيفة إن نتنياهو والأمير محمد ناقشا إمكانية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وقال مصدر الصحيفة إنه لم يحدث أي تقدم خلال المحادثات، وأضاف أن الأمير محمد بن سلمان رفض طلباً من نتنياهو لإجراء لقاء بينهما.
بحسب الصحيفة أيضاً، فإن الحديث بين محمد بن سلمان ونتنياهو لم يتضمن مناقشة إمكانية تسيير رحلات جوية مباشرة بين إسرائيل والسعودية، لنقل الفلسطينيين الراغبين في أداء فريضة الحج لهذا العام، لكن الصحيفة أشارت إلى وجود "تفاؤل" في القدس بشأن الجهود المستمرة في هذا الصدد.
"جيروزاليم بوست" نقلت عن موقع "N12 الإخباري" الإسرائيلي، قوله إن السعودية تقدمت للجانب الإسرائيلي بقائمة من المطالب، متعلقة بتقديم تنازلات إسرائيلية للفلسطينيين، وتتضمن المطالب السماح بتعزيز جهاز الأمن الفلسطيني في الضفة الغربية على حساب جيش الاحتلال.
كذلك تضمّنت المطالب أن تكون هنالك سيطرة أمنية فلسطينية على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة في مدينة القدس المُحتلة، على أن يبقى حائط البراق تحت سيطرة إسرائيلية كاملة.
وفقاً للصحيفة الإسرائلية فإن وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، تحدث هاتفياً مع نظيره البحريني الزياني مساء يوم الأحد الماضي، مشيرةً إلى تصريح أدلى به كوهين الأسبوع الماضي، وقال فيه إن "تطبيع العلاقات مع السعودية ليس متعلقاً بـ "إذا، بل متى"، وأضاف أن لدى إسرائيل والرياض نفس المصالح، بحسب تعبيره.
في تصريح لموقع "N12" الإسرائيلي، قال كوهين إن التطبيع بين السعودية وإسرائيل قد يتم التوصل إليه خلال الأشهر الستة المقبلة إلى غضون عام، وذلك رغم قول المسؤولين السعوديين دائماً إنه ينبغي تحقيق تقدّم بين إسرائيل والفلسطينيين، حتى تمضي السعودية في خطوة للأمام.
في هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن مصدر قالت "إنه على صلة بالقيادة السعودية"، قوله إن الأمير محمد بن سلمان يريد أن يكون قادراً على القول إنه فعل شيئاً للفلسطينيين، وأن يقوي التعاون الأمني بين الرياض وواشنطن بالتزامن مع المضي بالتطبيع.
كان الأمير محمد بن سلمان قد أكد في الاجتماع الأخير لجامعة الدول العربية، على أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية المركزية للدول العربية، وأنها على رأس أولويات المملكة.
جهود أمريكية للتقدم نحو التطبيع
كان السفير الأمريكي في إسرائيل، توماس نايدز، قد كشف أن الولايات المتحدة تعمل من أجل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وقال مسؤولان أمريكيان لموقع Axios الأمريكي، إن البيت الأبيض يرغب في الدفع للتوصل إلى اتفاق بين الرياض وتل أبيب في غضون الأشهر الستة إلى السبعة المقبلة، قبل أن ينشغل الرئيس جو بايدن بحملته الانتخابية للرئاسة.
السفير نايدز أشار إلى أنه يعمل "باستمرار على توسيع اتفاقيات أبراهام"، وهي الاتفاقيات التي توسطت فيها الولايات المتحدة عام 2020، لتطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين.
وقال في مقابلة مع "قناة إسرائيل 24″، الثلاثاء 16 مايو/أيار 2023: "أعمل كل يوم مع البحرينيين والمغاربة والإماراتيين والمصريين والأردنيين من أجل تحسين العلاقات مع تل أبيب"، وأضاف: "نود أن نرى التطبيع بين السعودية وإسرائيل، ونعتقد أنه مهم للغاية، ونحن نعمل مع إسرائيل لتحقيق ذلك" دون مزيد من التفاصيل.
بدوره قال موقع Axios إن أي اتفاقية للتطبيع بين السعودية وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة، من المرجح أن تحقق تقدماً بالعلاقات السعودية الأمريكية، وإنجازات ملموسة من الحكومة الأمريكية الحالية، كما أن اتفاقاً من هذا القبيل سيكون بمثابة "اختراق تاريخي للسلام بالشرق الأوسط".
أضاف الموقع الأمريكي أن اتفاقاً للتطبيع بين السعودية وإسرائيل، من شأنه أن يؤدي إلى قيام المزيد من الدول العربية والأغلبية المسلمة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وإعادة العلاقات الأمريكية السعودية إلى مسارها الصحيح، بحسب تعبيره.