قالت رئاسة جنوب إفريقيا، الإثنين 22 مايو/أيار 2023، إن ستة زعماء أفارقة من بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اقترحوا أن تقبل أوكرانيا بدء محادثات سلام مع روسيا رغم وجود قوات روسية على أراضيها، في الوقت الذي يستعد فيه مسؤولون من جنوب إفريقيا لزيارة البلدين لترويج المبادرة.
وقالت أوكرانيا إنه يتعين أن تنسحب القوات الروسية من أراضيها قبل بدء المحادثات، بينما تريد موسكو أن تعترف كييف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014 كشرط مسبق للمفاوضات، التي تأتي بعد مرور عام وثلاثة أشهر على اندلاع الحرب.
وقف القتال أولاً
بدوره، قال فينسنت ماجوينيا، المتحدث باسم رئاسة جنوب إفريقيا، "أولاً، وقف القتال. وثانياً، وضع إطار عمل لسلام دائم"، في حين أعلن الرئيس سيريل رامابوسا المبادرة في 16 مايو/أيار الحالي.
ويقود المبادرة الرئيس السنغالي ماكي سال، رئيس الاتحاد الإفريقي العام الماضي والذي لم تكن بلاده حاضرة في أحدث تصويت للأمم المتحدة يدين روسيا في فبراير/شباط من هذا العام.
وتشمل المبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس زامبيا هاكيندي هيشيليما اللذين صوت بلداهما لصالح القرار، ورئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نجيسو، ورئيس أوغندا يويري موسيفيني اللذين امتنع بلداهما عن التصويت.
ومن المتوقع ذهاب بعثة السلام إلى موسكو وكييف في مطلع يونيو/حزيران المقبل.
من جانبها، قالت ليوبوف أبرافيتوفا، سفيرة أوكرانيا لدى جنوب إفريقيا، في رسالة نصية: "أوضح رئيسي أن لا محادثات بين أوكرانيا وروسيا ما لم يغادر الروس أراضينا بحدودها المعترف بها دولياً".
لكنها أضافت: "سنستقبل جميع المندوبين ونتحدث معهم"، فيما لم يرد بعدُ متحدث باسم السفارة الروسية على طلب للتعليق.
أزمة الحبوب
وجاء في بيان صدر في 16 مايو/أيار، أن مؤسسة برازافيل التي مقرها لندن، جمعت شمل بعثة السلام واستهدفت من ذلك جزئياً "التوصل إلى اتفاقات للإفراج عن شحنات الحبوب والأسمدة الحيوية لشحنها إلى إفريقيا".
وعانت أشد الفئات هشاشة في إفريقيا بشدة من الصدمات التي تعرضت لها أسعار الغذاء والطاقة بسبب الحرب.
وفي تعليق على الخطة الإفريقية، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزارة "ترحب بأي جهد ناجح لإقناع (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين بإنهاء حربه العدوانية على الأراضي الأوكرانية"، بحسب رويترز.
يأتي ذلك بعدما قالت روسيا مؤخراً، إنها استولت على المباني القليلة الأخيرة من مدينة باخموت بشرق أوكرانيا، في أول إعلان كبير من موسكو بالنصر منذ الصيف الماضي، بعد أكثر المعارك البرية دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
لكن حتى مع تقدم الروس داخل باخموت، تراجعت قواتهم في الضواحي الشمالية والجنوبية للمدينة الأسبوع الماضي، بأسرع وتيرة في الحرب منذ ستة أشهر، مما أعطى كلا الجانبين أسباباً لادعاء التفوق.
وتقول موسكو إن الاستيلاء على باخموت يفتح الآن الطريق أمام مزيد من التقدم في شرق أوكرانيا. وتقول أوكرانيا إن تطويقها للقوات الروسية أهم من انسحابها من داخل المدينة، وسيتعين على روسيا إضعاف خطوطها في أماكن أخرى لإرسال تعزيزات لبقاء السيطرة على باخموت.