انفجارات قوية هزت الخرطوم.. تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم قبل يوم من بدء هدنة جديدة

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/21 الساعة 17:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/21 الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش
العاصمة السودانية الخرطوم - رويترز

تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، الأحد، في العاصمة الخرطوم، قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مساء الإثنين 21 مايو/أيار 2023، وأفاد شهود عيان للأناضول بأن الاشتباكات "العنيفة" تدور في مدينة أم درمان غربي العاصمة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة. في الوقت نفسه أعلنت قوات "الدعم السريع" في السودان، الأحد، ترحيبها باتفاق جدة "وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية"، مؤكدة التزامها التام بوقف إطلاق النار .

وذكر آخرون أن اشتباكات اندلعت في أحياء جنوبي الخرطوم وشرقها مع تحليق مكثف للطيران الحربي. وأضاف الشهود أن أحياء جنوبي الخرطوم دوت فيها أصوات انفجارات قوية اهتزت لها البيوت، وتأتي الاشتباكات بعد يوم من التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية بين الطرفين في مدينة جدة السعودية برعاية أمريكية سعودية.

اشتباكات بين قوات الدعم السريع في دارفور والجيش السوداني
اشتباكات بين قوات الدعم السريع في دارفور والجيش السوداني – عربي بوست

التزام الجيش وقوات الدعم باتفاق وقف إطلاق النار

في وقت سابق الأحد، أعلن الجيش السوداني والدعم السريع، التزامهما باتفاق وقف إطلاق النار، وليل السبت/الأحد، أعلنت السعودية والولايات المتحدة دخول هدنة جديدة في السودان حيز التنفيذ مساء غد الإثنين، على أن تستمر لمدة أسبوع، فضلاً عن استمرار محادثات طرفي النزاع في جدة، في محاولة للتوصل إلى وقف دائم للقتال وحل النزاع بالحوار.

أما يوم الجمعة، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد ضحايا المعارك في السودان بلغ 705 قتلى و5287 جريحاً، بينهم 203 قتلى و3254 جريحاً في ولاية العاصمة الخرطوم.

الاشتباكات في السودان البرهان حميدتي
قوات الدعم السريع في السودان، رويترز

"الدعم السريع" ترحب بوقف إطلاق النار

في سياق متصل، أعلنت قوات "الدعم السريع" في السودان، الأحد، ترحيبها باتفاق جدة "وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية"، مؤكدة التزامها التام بوقف إطلاق النار ابتداء من مساء الإثنين.

قالت في بيان: "نرحب بالتوقيع على اتفاق جدة بشأن وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية لتسهيل وصول المساعدات للمدنيين، وصيانة وتشغيل مرافق المياه والكهرباء والاتصالات".

أضاف البيان: "نؤكد التزامنا التام بوقف إطلاق النار ابتداءً من مساء الإثنين، والعمل على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وفتح الممرات للمدنيين وتقديم كل ما من شأنه تخفيف معاناة شعبنا". وتابع: "نحن اليوم أكثر إصراراً وعزيمة على ضرورة كسر هذه الحلقة الشريرة، ومصممون على تنفيذ برنامج الإصلاح الأمني والعسكري من أجل تحقيق الاستقرار في بلادنا".

السفارة الأمريكية مصر لاجئون والسودان البرهان حميدتي
سودانيون يفرون من الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع ، على الحدود مع مصر/ رويترز

سكان الخرطوم يطمحون في الهدنة 

في حين قال سكان في الخرطوم إنه يمكن سماع دوي قتال متقطع بين طرفي الصراع السوداني في العاصمة الأحد، بعد أن بث اتفاق توسطت فيه السعودية والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار لمدة أسبوع الآمال في بعض التهدئة في القتال المستمر منذ خمسة أسابيع.

من المقرر أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي وقعه الجيش وقوات الدعم السريع بعد محادثات في مدينة جدة السعودية، حيز التنفيذ مساء الإثنين ويخضع لآلية مراقبة مدعومة دولياً. كما يسمح بتوصيل المساعدات الإنسانية.

في حين لم تنجح اتفاقيات متكررة لوقف إطلاق النار منذ بدء الصراع في 15 أبريل/نيسان 2023 في وقف القتال، لكن اتفاق جدة يمثل المرة الأولى التي يوقع فيها الجانبان اتفاقية هدنة بعد مفاوضات.

قوات الدعم السريع في دارفور
قوات الدعم السريع في دارفور هاجم عناصر من الجيش السوداني بسبب صرف الرواتب -الأناضول

يقول محللون إنه لم يتضح ما إذا كان باستطاعة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أو قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، تنفيذ وقف إطلاق النار على الأرض. وأشار كل منهما من قبل إلى أنه يسعى لتحقيق النصر، ولم يسافر أي منهما إلى جدة.

في حين أسفر الصراع عن فرار 1.1 مليون شخص من ديارهم، سواء داخل البلاد أو إلى الدول المجاورة؛ مما أجج أزمة إنسانية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة.

كما ترك الصراع أولئك الذين بقوا في الخرطوم يكابدون من أجل البقاء وسط جرائم النهب المستشرية وانهيار الخدمات الصحية وتناقص إمدادات الغذاء والوقود والكهرباء والمياه. وتحدث شهود عن اشتباكات في وسط وجنوب الخرطوم اليوم الأحد.

جدير بالذكر أن محادثات جدة تركز على السماح بوصول المساعدات واستعادة الخدمات الأساسية. ويقول وسطاء إن هناك حاجة إلى مزيد من المحادثات لسحب القوات من المناطق الحضرية من أجل إبرام اتفاق سلام دائم تشارك فيه قوى مدنية.

تحميل المزيد