عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعها الأسبوعي، الأحد 21 مايو/أيار 2023، في أنفاق حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية، وذلك للمرة الأولى منذ 6 سنوات، في حين قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن عقد الاجتماع في الأنفاق يمثل تصعيداً خطيراً.
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قالت إن حكومة بنيامين نتنياهو عقدت اجتماعاً احتفالياً "بمناسبة الذكرى الـ56 للاستيلاء على القدس الشرقية وضمها، في أنفاق البراق (الحائط الغربي وفق التسمية الإسرائيلية)، بعد ست سنوات من قيامها بذلك في عام 2017".
تقع أنفاق البراق تحت الحائط الغربي، وتمتد بطوله إلى المسجد الأقصى، وقال نتنياهو في مستهل اجتماع حكومته: "منذ 56 عاماً في حرب الأيام الستة (5 يونيو/حزيران 1967)، وحّدنا المدينة (القدس)، لكن الكفاح من أجل وحدتها لم ينته بعد"، بحسب تعبيره.
أضاف نتنياهو أن "العمل لم ينته والتحدي ما زال أمامنا، لأنه ما زال هناك من يريد تقسيمها علانية، من أجل أمننا ووحدة القدس، يجب أن نستمر في الحفاظ على هذه الحكومة".
من جانبه، قال حازم قاسم، المتحدث باسم حركة "حماس" الفلسطينية"، في بيان، إن "عقد حكومة الاحتلال اجتماعها الأسبوعي في أنفاق البراق بمدينة القدس المحتلة تصعيد خطير للحرب الدينية التي يشنها الاحتلال على المدينة المقدسة".
أضاف قاسم أن "هذه الخطوات محاولة لتزوير هوية مدينة القدس، وهو ما يشكل عدواناً صارخاً على شعبنا وأمتنا".
في سياق متصل، قالت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية إنه "من المتوقع أن توافق الحكومة اليوم في اجتماع خاص بمناسبة يوم القدس على ميزانية لتطوير وبناء أنفاق الحائط الغربي، من بين أمور أخرى لصالح الكشف عن المكتشفات الأثرية والحفاظ عليها وتحسين البنية التحتية في المنطقة".
كما أشارت إلى أن المبلغ المقدر لهذه الميزانية حوالي 17 مليون شيكل (4.66 مليون دولار).
في موازاة ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين، بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الأحد 21 مايو/أيار 2023، ساحات المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية، بحماية القوات الخاصة الإسرائيلية وعناصر شرطة الاحتلال، التي أبعدت المصلين عن مسار الاقتحام، وسط إدانات فلسطينية وأردنية.
هذه هي المرة الثانية التي يقتحم فيها الوزير الإسرائيلي المتطرف رئيس حزب "عوتسما يهوديت" (قوة يهودية) المسجد الأقصى، منذ تشكيل حكومة نتنياهو، في ديسمبر/كانون الأول 2022.
وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن اقتحام بن غفير لساحات المسجد الأقصى المبارك اعتداء سافر على المسجد، وستكون له تداعيات خطيرة، مضيفاً أن "محاولات بن غفير وأمثاله من المتطرفين لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى مُدانة ومرفضة، وستبوء بالفشل، وأن شعبنا الفلسطيني سيكون لها بالمرصاد".
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الأردنية الاقتحام، وذلك في تغريدة على الصفحة الرسمية للوزارة على تويتر.
يُشار إلى أن نتنياهو يترأس حكومة تضم أحزاباً من أقصى اليمين الديني والقومي، ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل بشكل مكثف على تهويد القدس الشرقية وطمس هويتها الإسلامية والعربية، وإنهم يتمسكون بها عاصمةً لدولتهم المأمولة استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا بضمها إليها في 1981.