“إف بي آي” يسيء استخدام قاعدة البيانات للأمريكيين! اطَّلع مراراً على رسائل شخصية واتصالات “دون مبرر”

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/20 الساعة 07:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/20 الساعة 07:36 بتوقيت غرينتش
"إف بي آي" - رويترز

أساء مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) استخدام قاعدة بيانات خاصة للاتصالات الشخصية للأمريكيين، إذ أجرى بحثاً عن أسماء ضحايا جرائم ومشاركين في احتجاجات حركة "حياة السود مهمة"، وأحداث اقتحام الكونغرس عام 2021، بحسب ما أظهرته وثائق نُشرت الجمعة، 19 مايو/أيار 2023. 

"إف بي آي" دخل إلى قاعدة البيانات 278 ألف مرة في السنوات الأخيرة، وغالباً دون مبرر، وفقاً لآراء رُفعت عنها السرية لمحكمة استخبارات المراقبة الخارجية السرية، وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية. 

تتضمن قاعدة البيانات رسائل شخصية بالبريد الإلكتروني، ورسائل نصية، واتصالات أخرى، تقول وكالة الأمن القومي إنها تقوم بمسحها عندما تتجسس على الأجانب، ومع أنه يُفترض أن يستخدم مكتب "إف بي آي" قاعدة بيانات وكالة الأمن القومي فقط عند التحقيق في قضية استخبارات أجنبية، فقد أظهرت آراء المحكمة أنها استخدمت في كثير من الأحيان في قضايا محلية.

تُشير الوثائق إلى أن عناصر "إف بي آي" أجروا عمليات بحث عشوائية خلال التحقيقات المحلية المتعلقة بالمخدرات والعصابات، واحتجاجات عام 2020 على مقتل الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد، وهجوم أنصار دونالد ترامب، في 6 يناير/كانون الثاني 2021 على مبنى الكابيتول الأمريكي.

في إحدى الحالات أجرى أحد العناصر بحثاً في قاعدة البيانات عن 19 ألف متبرع لحملة انتخابية للكونغرس.

من جانبها، قالت محكمة الاستخبارات إنه في جميع تلك الحالات لم يكن هناك تبرير بوجود استخبارات أجنبية أو جريمة محلية لولوج مكتب "إف بي آي" إلى قاعدة البيانات.

كُشف عن الوثائق بينما يناقش الكونغرس تجديد المادة 702، وهو قانون يسمح لوكالة الأمن القومي بالوصول إلى حسابات الإنترنت التي تستضيفها الولايات المتحدة لمراقبة أهداف الاستخبارات الأجنبية.

يقول عدد من المشرعين إن تجديد القانون بحاجة إلى مراجعة لتحسين حماية المعلومات الشخصية للأمريكيين، فيما تشعر وكالات الاستخبارات بالقلق من أن يؤدي ذلك إلى عرقلة أنشطتها، لكنّ خبراء في الحقوق القانونية وديمقراطيين قالوا إن ما تم الكشف عنه يظهر الحاجة إلى إصلاحات.

بدوره، قال باتريك تومي، من اتحاد الحريات المدنية الأمريكي: "لقد وسعت الحكومة بشكل كبير نطاق تجسسها بموجب المادة 702، بطرق لم يفكر بها الكونغرس على الإطلاق، لكنها ترفض إطلاع الأمريكيين على ما تفعله".

من جهته، قال السيناتور رون وايدن، وهو أحد منتقدي المادة 702 منذ فترة طويلة، إن وثائق محكمة الاستخبارات تُظهر "انتهاكات مروعة" للقانون، وأضاف أنه إذا "أعيد إقرار المادة 702 يتعيّن أن تكون هناك إصلاحات قانونية لضمان وجود ضوابط وتوازنات لوضع حد لهذه الانتهاكات".

وكانت قد برزت المشكلة منذ قرابة عقدين، عندما رأت أجهزة الاستخبارات الأمريكية أنها بحاجة للوصول إلى حسابات البريد الإلكتروني، والهواتف الخاصة بأهداف استخبارات أجنبية مستضافة على أجهزة كمبيوتر في الولايات المتحدة.

ويُحظر على وكالة الأمن القومي، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التجسس على الأمريكيين أو الأجانب داخل الولايات المتحدة، ولذلك أقر الكونغرس في العام 2008 المادة 702، للسماح لوكالة الأمن القومي بالوصول إلى تلك الحسابات المستضافة في الولايات المتحدة.

من خلال ذلك تقوم وكالة الأمن القومي أيضاً بجمع رسائل البريد الإلكتروني والرسائل الهاتفية لمواطني الولايات المتحدة والأجانب المقيمين الذين يتواصلون مع أهداف للوكالة، أو حتى يذكروا أحد أهداف وكالة الأمن القومي.

علامات:
تحميل المزيد