جرى إسقاط دعوى محاولة اغتيال كليجدار أوغلو التي رفعها محامي الأخير ضد ضابط سابق من القوات الخاصة التركية أثناء تجمع انتخابي للمعارضة التركية في ولاية سامسون شمالي تركيا، إذ تبين أنه مكلف من حزب الشعب الجمهوري بحمايته في التجمعات الانتخابية، وأنه عضو في الحزب.
بحسب جريدة "ديلي صباح" التركية التي نشرت تفاصيل خبر الاعتقال والتنازل عن الدعوى القضائية، يظهر أن "الاغتيال" الذي روّجت له وسائل الإعلام المعارضة وبعض الدوائر القريبة منها قبل يومين من الاقتراع في الجولة الأولى من الانتخابات، كان بسبب اعتبار أفراد حزب الشعب الجمهوري مشتبه بهم في الاغتيال؛ وتم الإفراج عن المشتبه به بعد أخذ أقواله.
قبل يوم التجمع الانتخابي للمعارضة في 12 مايو/أيار 2023؛ تحدثت وسائل إعلام وصحفيون مقربون من المعارضة عن وجود مخطط لمحاولة اغتيال كليجدار أوغلو خلال جولاته الانتخابية، خاصة في مدينة سامسون وأنقرة.
أثارت مشاهد ارتداء كليجدار أوغلو لسترة واقية من الرصاص خلال التجمع الانتخابي العديد من المخاوف لدى أنصاره، واحتمالية وجود محاولة جدية لاغتياله في التجمعات الانتخابية؛ التي سبقت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو/أيار الجاري.
شرعت وزارة الداخلية التركية حينها، بزيادة عدد أفراد الحراسة الخاصة المكلفين من الدولة بحماية كليجدار أوغلو في التجمع الانتخابي بولاية سامسون، وغيرها من التجمعات الانتخابية الأخرى.
اعتقال ضابط قوات خاصة
بعد بلاغ من قيادات حزب الشعب الجمهوري عن رصدهم أحد ضباط القوات الخاصة وهو يقوم بتصوير مكان التجمع الانتخابي لرئيسي الحزب وأن ذلك دعاهم للاشتباه بمحاولة اغتيال كليجدار أوغلو في مدينة سامسون، ألقت قوات الشرطة القبض على الضابط المذكور، بتهمة محاولة اغتيال مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية.
احتجزت فرق مكافحة الإرهاب التابعة لإدارة شرطة أنقرة عضواً متقاعداً من القوات الخاصة يُدعى "موتلو بور" في التجمع الانتخابي.
خلال نقل المشتبه به إلى مركز الشرطة للاستجواب، اتخذ محامي كمال كليجدار أوغلو الإجراءات اللازمة للتحقيق مع المشتبه به.
أعد محامي كليجدار أوغلو عريضة دعوى قضائية نيابة عن موكله، طلب فيها إجراء تحقيق مفصل حول الضابط المتقاعد، ومصادرة هاتف المشتبه به، الذي التقط به صوراً في منطقة التجمع وتفتيش صلاته، وإجراء تحقيق بشأن ارتباطاته وعلاقاته.
عضو بالشعب الجمهوري
كشف ضابط القوات الخاصة المتقاعد خلال التحقيقات أن حزب الشعب الجمهوري تعاقد معه لتأمين المكان الذي سيُعقد فيه التجمع الانتخابي، وذلك عبر صديق له كان يخدم معه في القوات الخاصة من قبل، وتم الاتفاق على حصوله على مبلغ 150 ألف ليرة تركية مقابل الخدمات الأمنية التي سيقدمها.
أضاف "بور" خلال التحقيقات، أنه قام بهذه المهمة أكثر من مرة لصالح حزب الشعب الجمهوري مع أصدقائه العسكريين المتقاعدين خلال الحملة الانتخابية؛ بناء على طلب من حزب الشعب الجمهوري عبر شركة أمنية، متخصصة بتأمين وحماية الشخصيات المهمة.
قال ضابط القوات الخاصة السابق في التحقيق إن مستشار كليجدار أوغلو هو من اتفق معهم على تفاصيل عقدهم بعد لقائه في منطقة تشانقانا بالعاصمة التركية أنقرة، مضيفاً أن مستشار زعيم حزب الشعب الجمهوري؛ طالبهم بتجاهل استعدادات قوات الشرطة، والعمل على تأمين المكان برؤية أوثق.
أوضح "بور" أنهم طلبوا من حزب الشعب الجمهوري إصدار بطاقات هوية كمستشارين أمنيين للحزب وقياداته، حتى يتسنى لهم العمل بشكل قانوني، ولكن ذلك لم يحدث.
وأشار الضابط المتقاعد إلى أن السكرتير الخاص لمرشح المعارضة التركية كان حاضراً هذا الاتفاق، إلى جانب عدد من قيادات حزب الشعب الجمهوري.
التنازل عن الدعوى
بعد وصول تصريحات الضابط المتقاعد في التحقيقات، وتأكيد العديد من زملائه في هذه المهمة صحة أقواله، وصل محامي كليجدار أوغلو إلى إدارة الشرطة في العاصمة التركية أنقرة، وقدم التماساً يطالب فيه بالتنازل عن الدعوى القضائية ضد المتهم؛ بعد اكتشاف أن حزب الشعب الجمهوري هو من تعاقد معهم.
وقال محامي كليجدار أوغلو في التماسه: "لقد تقرر أن الشكوى التي قدمناها بشأن الضابط موتلو بور هي نتيجة تقييمات خاطئة؛ ولذلك نتنازل عن شكوانا، ونطالب بإطلاق سراحه على الفور، وبرد هاتفه ومتعلقاته إليه، وأنه لا داعي لأخذ صورته كمتهم بأي شكل من الأشكال".
يشار إلى أن كليجدار أوغلو حل ثانيا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في تركيا، ولكنه كان في الترتيب الثاني لينتقل إلى الجولة الثانية مقابل الرئيس رجب طيب أردوغان.