أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 17 مايو/أيار 2023، تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود لمدة شهرين، وذلك قبل يوم من انتهاء مدة الاتفاقية القديمة التي هدَّدت روسيا بالانسحاب منها بسبب ما قالت إنها عراقيل تقف في طريق صادراتها من الحبوب والأسمدة.
يسمح الاتفاق بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود وكان من المقرر أن ينتهي الخميس.
وأفاد أردوغان في تغريدة عبر تويتر أن بلاده ستواصل بذل الجهود لاستمرار الاتفاقية خلال المرحلة القادمة باستيفاء كافة شروطها، وتابع: "بدعم من أصدقائنا الروس وبإسهامات أصدقائنا الأوكرانيين تم إقرار تمديد اتفاقية ممر الحبوب في البحر الأسود لشهرين آخرين".
فيما عبّر عن تمنياته بأن يعود القرار "ذو الأهمية الحيوية لتشغيل سلاسل إمداد الغذاء العالمية، وبشكل خاص لتسهيل وصول الحبوب للبلدان المحتاجة" بالخير على كافة الأطراف.
وأضاف: "نأمل أن نرى الأيام التي ستتمخض أولاً عن وقف دائم لإطلاق النار ثم عن السلام بين روسيا وأوكرانيا".
من جانبها، أكدت روسيا تقارير تفيد بأن الاتفاق الذي يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود قد جرى تمديده لمدة شهرين.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن الاتفاق جرى تمديده لمساعدة البلدان ذات الاحتياج، لكنها أضافت أن تقييم روسيا العام للموقف بخصوص الاتفاق "لم يتغير".
على الطرف الآخر، قال مسؤول أوكراني كبير إن كييف ترحب بتمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وأضاف أنه لا يجب السماح لروسيا بإفساد الاتفاق، وعليها أن تتوقف عن استخدام الغذاء "كسلاح ووسيلة للابتزاز".
وقال نائب رئيس الوزراء أولكسندر كوبراكوف على فيسبوك: "نرحب باستمرار المبادرة، لكن نؤكد أنها يجب أن تعمل بكفاءة".
مفاوضات "صعبة"
وسبق أن قال مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ إن المساعي تستمر لتمديد اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وهو اتفاق هددت موسكو بالانسحاب منه في 18 مايو/أيار بسبب عقبات أمام صادراتها من الحبوب والأسمدة.
وقال جريفيث في اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا: "استمرار مبادرة البحر الأسود أمر بالغ الأهمية، وكذلك إعادة التزام الأطراف بتنفيذها بسلاسة وفاعلية".
وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في اتفاق البحر الأسود في يوليو/تموز 2022 للمساعدة في التصدي لأزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب غزو موسكو أوكرانيا، أحد أكبر مصدري الحبوب في العالم. وفي الوقت نفسه، وافقت الأمم المتحدة على مساعدة موسكو في تيسير تصدير منتجاتها الزراعية.
وكشفت روسيا عن قائمة مطالب متعلقة بصادراتها الزراعية تريد تلبيتها حتى توافق على تمديد الاتفاق.
تشمل مطالب روسيا إعادة تشغيل خط أنابيب ينقل الأمونيا إلى ميناء أوكراني على البحر الأسود، وهو ما تضغط الأمم المتحدة في سبيله.
واتهم فاسيلي نيبينزيا السفير الروسي لدى الأمم المتحدة مسؤولين أوكرانيين في مركز التنسيق المشترك، الذي يشرف على تنفيذ الاتفاق، في إسطنبول برفض بحث إعادة تشغيل خط أنابيب الأمونيا.
وعلى الرغم من أن هذه الصادرات الروسية لا تخضع لعقوبات غربية فُرضت بعد غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، تقول موسكو إن القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين شكلت عائقاً أمام الشحنات.
وقال روبرت وود نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة: "بينما تمنع روسيا وصول إمدادات الحبوب الأوكرانية لإطعام الجائعين، تصدر روسيا بنجاح محصولها الضخم من الحبوب". وأضاف: "لا بد أن تتوقف روسيا عن جعل الأمن الغذائي العالمي رهينة لألاعيب السلطة الساخرة والتربح".
وصُدر نحو 30 مليون طن من الحبوب والأغذية من أوكرانيا بموجب الاتفاق، بما في ذلك 600 ألف طن من الحبوب إلى عمليات برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان وإثيوبيا وكينيا والصومال واليمن. وقالت الأمم المتحدة أيضاً إن الاتفاق أسهم في خفض الأسعار العالمية.
وقال جريفيث: "ما زالت صادرات الغذاء ضمن مبادرة البحر الأسود، وصادرات الأغذية والأسمدة من روسيا الاتحادية تقدم مساهمة حاسمة للأمن الغذائي على المستوى العالمي".
وبمجرد موافقة مركز التنسيق المشترك على السفن في إطار المبادرة، يفحصها مسؤولو المركز بالقرب من تركيا قبل أن تبحر إلى ميناء أوكراني على البحر الأسود عبر ممر إنساني بحري لأخذ حمولتها والعودة إلى المياه التركية لإجراء تفتيش نهائي.