حملت نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في تركيا 14 مايو/أيار 2023، العديد من المفاجآت التي خالفت الكثير من التوقعات والتحليلات واستطلاعات الرأي، لا سيما فيما يتعلق بنتائج التصويت في مناطق الزلزال، وتغير خارطة البرلمان الحالي بناء على نسب الأصوات التي ستكسبها الأحزاب.
فبعد فرز أكثر من 99% من الأصوات لانتخاب الرئيس، الإثنين 15 مايو/أيار 2023، حصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على 49.40% من الأصوات، في حين حصل منافسه الأبرز كمال كليجدار أوغلو ممثل "الطاولة السداسية" على 45%، فيما نال المرشح الثالث سنان أوغان 5.3%، وفق ما أعلنته وسائل إعلام تركية رسمية.
المفاجأة الأولى.. الذهاب لجولة ثانية
من أبرز مفاجآت هذه الانتخابات، أنها لم تُحسم من الجولة الأولى حتى الساعة 8:30 بتوقيت غرينتش من صباح اليوم الإثنين، حيث تتواصل عملية فرز الأصوات، وفي حال اللجوء إلى جولة جديدة من التصويت، ستكون هذه الانتخابات الرئاسية هي الأولى بتاريخ البلاد التي ستُحسم من الجولة الثانية.
المفاجأة الثانية.. نتائج البرلمان
أشارت العديد من التحليلات واستطلاعات الرأي التي أُجريت قبل الانتخابات التركية، إلى أن أحزاب المعارضة التي تحالفت مع بعضها ضد أردوغان، ستحقق تفوقاً في نتائج البرلمان، مدفوعة بأصوات أحزاب يقودها أشخاص كانوا يعملون مع الرئيس التركي قبل سنوات، مثل أحمد داوود أوغلو، وعلي بابا جان.
على سبيل المثال، نشرت صحف مثل "الغارديان" البريطانية، نتائج استطلاع للرأي أجري قبل الانتخابات التركية، وأشار إلى أن تحالف "الجمهور" (أردوغان وحلفائه) قد يخسر الأغلبية البرلمانية لصالح تحالف "الأمة" (كليجدار أوغلو وحلفائه)، وتحدثت الصحيفة عما قالت إنه تزايد بالانتقادات للحكومة بسبب الزلزال، وفق قولها.
إلا أن تحالف "الجمهور" حقق تفوقاً ملحوظاً في النتائج، وحصل هذا التحالف على 49.37% من أصوات انتخابات البرلمان، مقابل حصول تحالف "الأمة" على 35.31%، وذلك بعد فرز 99.26% من أصوات الانتخابات البرلمانية.
كذلك حقق حزب "الرفاه الجديد" من تحالف "الجمهور" مفاجأة بدخوله البرلمان وذلك لأول مرة منذ تأسيسه، وحصل الحزب الذي يقوده فاتح أربكان، نجل الزعيم التركي الراحل نجم الدين أربكان، على 5 مقاعد بالبرلمان مع فرز 99.27% من أصوات الانتخابات البرلمانية، بحسب النتائج التي أوردتها وكالة الأناضول.
أما في تحالف "الأمة" المعارض، فإن دخول أحزاب جديدة بالتحالف مثل "السعادة"، و"المستقبل" (بقيادة أحمد داوود أوغلو)، و"الرفاه والتقدم" (يقوده علي بابا جان)، فإن هذه الأحزاب الصغيرة قد دخلت بالبرلمان.
في هذا الصدد، أظهرت النتائج الأولية للانتخابات التركية أن حزب المستقبل سيدخل البرلمان بحصوله على 10 مقاعد، وذلك للمرة الأولى منذ تأسيس الحزب في 2019، كما حظي حزب "الديمقراطية والتقدم" على 13 مقعداً، وحزب "السعادة" 10 مقاعد.
المفاجأة الثالثة.. لمن صوتت مناطق الزلزال؟
وقبل بدء الانتخابات التركية كثرت التقارير في وسائل الإعلام الغربية، إلى جانب تحليلات، وبعض الاستطلاعات، التي تحدثت عن أن المناطق التي ضربها الزلزال في الجنوب التركي ستؤثر على التصويت لأردوغان، وأن هذه المناطق ستجعل مهمة أردوغان في الانتخابات أصعب.
تقارير صحف ومواقع غربية قالت إن "السخط من تأخر الحكومة بالاستجابة للكارثة في مناطق الزلزال" قد يحمل تأثيراً سلبياً على أردوغان لحساب منافسه الأبرز كليجدار أوغلو، بحسب قولها، ونقلت العديد من الصحف والمواقع عن أتراك في مناطق الزلزال قولهم إنهم لن يصوتوا للرئيس التركي.
تُظهر نتائج الانتخابات أن أردوغان استطاع الحفاظ على شعبيته في معظم المناطق التي ضربها الزلزال، ما يمثل مفاجأة ثالثة بالانتخابات، وكانت الحكومة قد بدأت قبل الانتخابات بتنفيذ مشاريع ضخمة وسريعة لإعادة الإعمار بالمناطق المتضررة.
بحسب النتائج التي أوردتها وكالة الأناضول، فإن نتائج الانتخابات بمناطق الزلزال، كانت على النحو التالي:
كهرمان مرعش: أردوغان: 71.88%، وأوغلو: 22.20%.
أديامان: حصل أردوغان على 66.2%، مقابل 31.2% لأوغلو.
في غازي عنتاب ذهبت 59.7% من الأصوات لأردوغان، مقابل 34.6% لأوغلو.
شانلي أورفا حصد فيها أردوغان 62.01% من الأصوات، مقابل 36.06% لأوغلو.
كذلك تقدم أردوغان في عثمانية، وحصل على 62.3% من الأصوات، مقابل 30.7%.
أما في هطاي، فتقدم فيها أوغلو بفارق بسيط، ونال 48.07%، مقابل 48.03% لأردوغان، كذلك في أضنة تقدم أوغلو بنيله 50.8%، مقابل 43.9% لأردوغان.
يُشار إلى أنه في حال اللجوء إلى جولة ثانية من انتخابات الرئاسة في تركيا، فستجرى يوم 28 مايو/أيار 2023، وسيتنافس فيها أردوغان وكليجدار أوغلو.