شهدت العاصمة البريطانية لندن، مساء السبت 13 مايو/أيار 2023، تظاهرة شارك فيها الآلاف إحياء لذكرى النكبة الفلسطينية، وللاحتجاج على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، والتي تصاعدت مع العدوان الذي استمر 5 أيام على قطاع غزة.
بحسب مصادر خاصة لـ"عربي بوست"، فقد ندد المتظاهرون بما يتعرض له المدنيون والأطفال الأبرياء من قصف في قطاع غزة، كما نددوا بالإرهاب اليومي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية مع استمرار الاقتحامات وسياسية الاغتيالات واقتحامات المسجد الأقصى المبارك.
وطالب المتظاهرون حكومة بريطانيا باتخاذ إجراءات فورية ضد الهجمات الإسرائيلية في غزة ومحاسبة تل أبيب على جرائمها بحق الأبرياء في قطاع غزة.
كما طالب المتظاهرون الحكومة البريطانية التي كانت سبباً مباشراً في معاناة الشعب الفلسطيني، بأن تعترف بالمسؤولية التاريخية عن هذه المعاناة منذ وعد بلفور المشؤوم الصادر عام 1917 حتى اليوم.
وطالب المتظاهرون لندن بوقف كل أشكال الدعم لدولة الاحتلال في المحافل الدولية، وبذل جهود حقيقية من أجل فرض الحل العادل، بما في ذلك إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وتحقيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من ديارهم عام 1948، وتعويضهم عن الخسائر والأضرار التي لحقت بهم.
من جانبه، قال السفير الفلسطيني لدى بريطانيا حسام زملط، في كلمته خلال التظاهرة: "منذ 75 عاماً حتى يومنا هذا لم تتحقق العدالة في فلسطين، وإسرائيل مستمرة في سياسات التطهير العرقي بحق الفلسطينيين".
وردّ في كلمته على ممثلة الاتحاد الأوروبي في إسرائيل، التي قالت مؤخراً إن إسرائيل جعلت الصحراء تزدهر، قائلاً: "كذب.. بل هذا استعمار". ووصف ترويج الإعلام البريطاني بأن إسرائيل تدافع عن نفسها في غزة، بالـ"كذب".
وطالب زملط بعودة اللاجئين وبتعويضات من الحكومة البريطانية، بسبب دور الانتداب البريطاني في خسارة الفلسطينيين وطنهم.
فيما قال زعيم حزب العمالي البريطاني السابق جيمي كوربن، إن "أكثر من 5 ملايين فلسطيني يعيشون اللجوء بسبب النكبة، عندما زرت هذه المخيمات رأيت بعيني أوضاع اللاجئين وظروفهم المعيشية، وتحدث معي كثيرون عن أملهم بالعودة، وألهموني بالعمل والنضال من أجل تحقيق العدالة للفلسطينيين".
من جانبه، قال رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا زاهر بيراوي، أن "عدم اعتراف بريطانيا بمسؤوليتها التاريخية عن معاناة الفلسطينيين واستمرارها في دعم دولة الاحتلال والسكوت عن جرائمها بحق الفلسطينيين وعن نكبتهم المستمرة حتى اليوم سيجعل بريطانيا دوماً في عيون الفلسطينيين شريكة في هذه الجرائم، وعندئذ لن تغفر لها الأجيال الفلسطينية وستلاحقها في المحافل والمؤسسات الدولية".
فيما قال فارس التميمي خلال كلمة المنتدى الفلسطيني: "75 عاماً على النكبة ولكنها لم تنته، هذا الأسبوع فقط قُتل 6 أطفال أبرياء، وانتزعوا من عائلاتهم".
وأضاف: "إنه عندما تسقط إسرائيل القنابل على غزة ماذا تقول الحكومة البريطانية؟ يقولون: لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.. ماذا يعني ذلك؟ هذا اعتداء على الشعب الفلسطيني.. هذا اعتداء على حقهم في الحرية والكرامة، والحكومة البريطانية التي تقف مع إسرائيل شريك في الجريمة إذا استمرت في دعم الاحتلال وتجاهل جرائمه".
فيما قال رئيس منظمة أصدقاء الأقصى إسماعيل باتل: "إذا كانت النكبة عملية، فإن هذه العملية تعني أننا بحاجة إلى خاتمة، ويجب كتابة الخاتمة، ونحن هنا اليوم لكتابة هذا الخاتمة، خاتمة تقول: ضعوا حداً لـ75 عاماً من جرائم الحرب و الإفلات من العقاب، خاتمة تؤكد أن فلسطين حرة".
ونظم التظاهرة كل من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وجمعية التضامن البريطانية مع فلسطين، ومنظمة أصدقاء الأقصى، وتحالف أوقفوا الحرب، وتحالف مناهضة بيع الأسلحة، إضافة إلى الرابطة الإسلامية.