تجاوز عدد ضحايا "مذبحة شاكاهولا" في غابة بجنوب شرقي كينيا حيث معقل طائفة دعا زعيمها إلى الصيام لـ"لقاء يسوع"، 201 شخص بعد العثور على 22 جثة جديدة، وفق ما أعلنته محافِظة المنطقة ونقلته وكالة فرانس برس في تقرير لها السبت 13 مايو/أيار 2023.
حيث تعتقد الشرطة أن معظم الجثث التي تم العثور عليها قرب مدينة ماليندي الساحلية تعود لأتباع طائفة بول نثينغي ماكنزي، وهو سائق سيارة أجرة سابق و"قس" كنيسة "غود نيوز" التي أنشأها.
اقرأ أيضاً
العثور على جثث في كينيا
قالت محافِظة المنطقة رودا أونيانشا، إن 26 شخصاً أوقفوا حتى الآن، من بينهم بول نثينغي ماكنزي و"عصابة من الأتباع" مكلفة للتحقق من عدم إفطار أي من الصائمين أو هروبهم من الغابة. وأضافت أونيانشا أن المحققين سيوقفون عمليات إخراج الجثث خلال اليومين المقبلين، لإعادة تنظيم عملياتهم التي من المتوقع أن تُستأنف الثلاثاء.
يبدو من عمليات التشريح التي أجريت على الجثث الأولى، أن معظم الضحايا ماتوا جوعاً، ربما بتأثير من بول نثينغي ماكنزي.
لكن رئيس عمليات الطب الشرعي يوهانسن أودور، قال مؤخراً إن بعض الضحايا، ومن بينهم أطفال، تعرضوا للخنق والضرب.
في حين أعادت هذه المذبحة إحياء الجدل حول الإشراف على ممارسة الشعائر الدينية في كينيا، وهي دولة ذات غالبية مسيحية تضم 4000 "كنيسة"، وفق الأرقام الرسمية.
من جهته، شكَّل الرئيس وليام روتو فريق عمل "لمراجعة الإطار القانوني والتنظيمي الذي يحكم المنظمات الدينية".
اقرأ أيضاً
استخراج عشرات الجثث
سبق أن استخرجت الشرطة في كينيا 47 جثة من قبور بعد أن شجّع زعيم طائفة، سيئة السمعة، أتباعه على تجويع أنفسهم حتى الموت "لمقابلة يسوع"، حيث امتنعت عائلات بأكملها عن تناول الطعام واستُخرجت جثثها من قبور دون شواهد، بالقرب من مدينة ماليندي الساحلية خلال الأيام القليلة الماضية.
خلال عملية انتشال الجثث/ رويترز
وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023، تقول السلطات إنها "لم تعرف بعد" عدد هذه القبور بالكامل، في الوقت الذي تواصل فيه فرق الطب الشرعي انتشال جثث، من بينها جثث أطفال، من الأرض. وحددت 58 موقع دفن.
فيما أُلقي القبض على زعيم هذه الطائفة في كينيا، الواعظ بول ماكنزي نثينغي، هذا الشهر، بعد وفاة عدد من أعضاء كنيسته Good News International من شدة الجوع. وأضرب عن الطعام أثناء احتجازه.
بينما عثرت الشرطة على 15 عضو أبرشية مصابين بالهزال بعد تلقي بلاغ بأن العشرات من الناس ماتوا جوعاً في المنطقة. ولم يتمكن هؤلاء من المشي أو الكلام، ونُقلوا إلى المستشفى، وهناك توفي 4 منهم.
يقال إن نثينغي قد ذكر أسماء قرى الناصرة وبيت لحم ويهودا قبل أن يعمِّد أتباعه في بركة ويأمرهم بالصوم. وكان زعيم هذه الطائفة قد سلم نفسه للسلطات الشهر الماضي، بعد أن مات طفلان جوعاً، ولكن أُطلق سراحه بكفالة. وقد أنكر تورطه في موت هؤلاء الضحايا، واتهم زملاء سابقين له بالافتراء عليه.
كما أُلقي القبض على 6 أعضاء آخرين بالكنيسة بعد إبلاغ الشرطة بوجود جثث في أنحاء غابة شاكهولا، التي تبلغ مساحتها 800 فدان بالقرب من منزل الواعظ في جنوب شرقي كينيا.
وبدأ الضباط في كينيا بحثهم بالغابة الكثيفة، الخميس 20 أبريل/نيسان، وأُعلنت الغابة مسرح جريمة، وفقاً لوزير الداخلية كيثور كينديكي.
حيث قال: "هذه الكارثة تؤلم ضميرنا، ومن الضروري ألا ينتج عنها توقيع أقصى عقوبة على مرتكبي هذه الفظائع بحق العديد من الأرواح البريئة فقط، وإنما تشديد قواعد تنظيم جميع الكنائس والمساجد والمعابد أيضاً".
كما قال تيتوس كاتانا، العضو السابق بالكنيسة الذي ساعد الشرطة في العثور على القبور: "دللنا الشرطة على هذه القبور، وأنقذنا حياة سيدة لم يكن متبقياً أمامها سوى ساعات قليلة".