قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 12 مايو/أيار 2023، نقلاً عن المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، قولها وذلك في أول زيارة لها إلى لندن منذ تعيينها العام الماضي، إنَّ إسرائيل تتعامل مع الأراضي الفلسطينية على أنها مستعمراتها.
حيث واجهت ألبانيز، المحامية الإيطالية والأكاديمية في حقوق الإنسان، دعوات للاستقالة من وزراء الحكومة الإسرائيلية؛ مثل وزير شؤون الشتات عميشاي شيكلي، الذي اتهمها بـ"بث الكراهية ومعاداة السامية"، ووصفتها الجماعات الصهيونية بأنها متحيزة.
انتقادات للسياسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين
دعا أنصار ألبانيز بدورهم كبار مسؤولي الأمم المتحدة الذين عيّنوها العام الماضي، إلى بذل مزيد من الجهد للدفاع عنها. بينما وصفت ألبانيز الهجمات بأنها "تخويف لا أكثر ولا أقل".
أوضحت ألبانيز وجهة نظرها بشأن القضية الفلسطينية قائلة: "بالنسبة لي، فإنَّ الفصل العنصري هو أحد أعراض وعواقب الطموحات الإقليمية التي تمتلكها إسرائيل على أرض ما تبقى من فلسطين المحاصرة… والسبب هو المستعمرات. إسرائيل قوة استعمارية تحافظ على الاحتلال من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من الأراضي للشعب اليهودي فقط. وهذا ما يؤدي إلى الانتهاكات العديدة للقانون الدولي".
أضافت: "إذا كانت الدول ملتزمة حقاً بحل الدولتين… فعليها التأكد من أنَّ سلوك إسرائيل يتماشى مع إمكانية وجود دولة فلسطينية، وهو ما يعني التمتع بالسيادة من وجهة نظر سياسية واقتصادية وثقافية. يجب أن يكون حق تقرير المصير هو نقطة البداية".
أشارت المقررة الأممية إلى أنَّ "العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة دوري، وهو ليس شيئاً يندلع عرضياً. وهناك طريقة واحدة فقط لإصلاحه؛ وهي التأكد من امتثال إسرائيل للقانون الدولي".
إحياء ذكرى النكبة
من المقرر أن تزور ألبانيز السفارة الفلسطينية في لندن؛ لإحياء ذكرى النكبة (التي تشير إلى التهجير العنيف للفلسطينيين من عام 1947 إلى عام 1949)، وستلتقي أعضاء البرلمان والجماعات التقدمية اليهودية، وستستشير الأكاديميين. وتحيي الأمم المتحدة رسمياً ذكرى النكبة هذا العام لأول مرة في تاريخها.
في المقابل اتهمت بعض الجماعات الإسرائيلية ألبانيز بالمساواة بين النكبة والمحرقة (الهولوكوست)، وهي تهمة نفتها. وقالت: "بقدر ما كانت المحرقة لحظة حاسمة في الحياة الجماعية للشعب اليهودي، كذلك النكبة بالنسبة للشعب الفلسطيني. لذلك لم أقل إنهما متماثلان، ببساطة لأنهما ليسا كذلك. لماذا نقارن بين مأساتين؟".
كما نفت أيضاً قولها إنه ليس لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس. وأوضحت: "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ومواطنيها، وأراضيها، بغض النظر عن حقيقة أنها لم تحدد حدودها، لكنها لا تستطيع تبرير الاحتلال باسم الدفاع عن النفس، ولا الرعب الذي تفرضه على الفلسطينيين باسم الدفاع عن النفس".
حق تقرير المصير للفلسطينيين
في حين قدمت ألبانيز تقريرها الأول عن حق تقرير المصير للفلسطينيين إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأتبعته بتقرير إلى مجلس حقوق الإنسان حول الحرمان من الحرية من خلال ما تصفه بـ"الاعتقال المنهجي للفلسطينيين لأسباب تتعلق بالأمن والنظام العام".
حيث قالت ألبانيز إنَّ "السمة المأساوية" للانخراط الغربي في الشرق الأوسط تتمثل في إخفاقه في دعم القانون دون معايير مزدوجة، لا سيما المملكة المتحدة، التي كانت قوة استعمارية في فلسطين.
أضافت المقررة الأممية: "تقع مسؤولية أكبر على المملكة المتحدة بالنظر إلى الإرث التاريخي لها في المنطقة. لكن لا يبدو أنَّ المملكة المتحدة نشطة في هذه الأجندة؛ ومنها الامتثال للقانون الدولي. لقد حان الوقت لتغيير جذري في التعامل مع قضية فلسطين".