أوصى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن العام للعدو "الشاباك"، رونين بار، في تقييمهما للوضع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالسعي لإنهاء العملية العسكرية في قطاع غزة، في حين يواصل لليوم الرابع جيش الاحتلال عدوانه على القطاع، بينما يستأنف في القاهرة مباحثات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وسط عقبة رئيسية تعترضها.
القناة 13 الإسرائيلية، قالت: "إن رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رأوا في مناقشتهم مساء الخميس، 11 مايو/أيار 2023، أنه من الصواب إنهاء العملية في غزة، حيث حققت إسرائيل العديد من الإنجازات".
وكان رئيس جهاز "الشاباك" أكثر حزماً، وأوصى نتنياهو بتجنب الهجمات الاستباقية باستثناء إحباط إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فيما وافق هذا المقترح رأي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي.
ورد المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانئيل هجري، على القناة، وقال: "نحن لا نتطرق إلى ما يُقال في المناقشات المُغلقة والسرية"، وجاء رد "الشاباك" مُماثلاً.
فشل القبة الحديدية
وفي سياق آخر، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن "سبب فشل القبة الحديدية في اعتراض الصاروخ في رحوفوت هو خلل فني"، لافتاً إلى أن "الصاروخ هو صناعة محلية، يصل مداه إلى 70 كم، ويحمل رأساً متفجراً يزن 20 كغم".
وسقط الصاروخ على بناية في مستوطنة "رحوفوت" جنوب تل أبيب، ما تسبب بمقتل إسرائيلية وإصابة 15 بجروح متفاوتة. ووفق مصادر طبية لدى الاحتلال، فقد تم علاج 57 مستوطناً، أصيبوا جراء صواريخ المقاومة منذ بدء العدوان الحالي.
من ناحيته، قال وزير زراعة الاحتلال، آفي ديختر، إن "العملية العسكرية لم تنتهِ بعد"، مطالباً المستوطنين "باليقظة حتى لا نفقد الأرواح". وفق حديثه.
استمرار العدوان على غزة
يأتي ذلك بينما يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة ضمن حملة عسكرية أسماها "درع وسهم"، بدأها من الثلاثاء الماضي، تسببت في ارتقاء 30 شهيداً بينهم 6 أطفال، و4 نساء، و4 من قادة "سرايا القدس"، فيما بدأت الفصائل الفلسطينية بالرد برشقات صاروخية وصلت تل أبيب ومدن وسط البلاد.
إذ أفادت وكالة الأناضول بأن الطائرات الإسرائيلية قصفت أراضي زراعية في مدينة رفح جنوبي القطاع.
وفجر الجمعة، دمّرت المقاتلات الحربية منزلاً يعود لعائلة بشير الفلسطينية وسط قطاع غزة، بشكل كامل.
مباحثات التهدئة
وحول المباحثات، قال مصدر فلسطيني، الجمعة، إن المباحثات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل تتواصل اليوم في العاصمة المصرية القاهرة، في ظل عقبة رئيسية تعترض التوصل لاتفاق نهائي للتهدئة بين الجانبين.
إذ أفاد المصدر واسع الاطلاع، والذي فضل عدم الكشف عن هويته في تصريح للأناضول، بأن رئيس الدائرة السياسية لحركة "الجهاد الإسلامي"، محمد الهندي، وصل القاهرة الخميس، وشارك في المحادثات التي تستمر الجمعة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق تهدئة يوقف التصعيد العسكري المتواصل منذ فجر الثلاثاء الماضي.
كما أوضح المصدر أن ما يعترض التوصل للاتفاق إصرار "الجهاد الإسلامي" على الحصول على ضمانات تتعلق بوقف إسرائيل لسياسة الاغتيالات، وهو ما ترفض الأخيرة تقديمه حتى اللحظة، مشيراً إلى أن المحادثات تسير "بشكل مكثف وجدي"، دون مزيد من التفاصيل.
ولليوم الرابع على التوالي، تواصل إسرائيل إغلاق معبري بيت حانون "إيرز" (شمال) الخاص بمرور الأفراد، وكرم أبو سالم التجاري الوحيد (جنوب).
وكان المكتب الإعلامي الحكومي قد حذّر، الخميس، من توقف محطة الكهرباء الوحيدة عن العمل، جراء اقتراب كميات الوقود المشغلة لها من النفاد بسبب إغلاق المعابر، والذي من شأنه أن يؤثر على كافة القطاعات الحيوية بغزة.