في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الخميس 11 مايو/أيار 2023، أكدت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، على "ضرورة إلزام إسرائيل بوقف الاغتيالات" من أجل التوصل إلى التهدئة، تزامناً مع توجه وفدها للقاهرة، في الوقت ذاته قالت إسرائيل إن محادثات وقف إطلاق النار في القطاع تواجه صعوبات، لكنها ممكنه، بينما أطلعت حركة حماس وزراء وسفراء ومؤسسات دولية على تطورات "العدوان".
المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي" قال إنه لم يطرأ أي جديد بجهود التوصل إلى وقف إطلاق نار بين الفصائل المسلحة في قطاع غزة وإسرائيل.
وأردف: "الجانب المصري يواصل جهوده مع الفصائل الفلسطينية لوقف إطلاق النار في غزة"، موضحاً أن رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي "يتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة، الخميس، لبحث تطورات الوضع ووقف العدوان على غزة".
وجدد التأكيد على "ضرورة إلزام إسرائيل بوقف الاغتيالات"، للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة.
ومساء الأربعاء، تعثرت جهود التهدئة بين "إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك بعد اقترابها من النجاح، بسبب إصرار الفصائل على إلزام إسرائيل بوقف سياسة الاغتيالات"، وفق قول مصدر فلسطيني رفض الكشف عن هويته) للأناضول.
ومنذ فجر الثلاثاء، تنفذ طائرات إسرائيلية هجمات على غزة، أسفرت عن مقتل 25 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال و4 من قادة "سرايا القدس"، فيما بدأت الفصائل الفلسطينية، الأربعاء، بالرد برشقات صاروخية وصلت تل أبيب ومدن وسط البلاد.
المحادثات تواجه صعوبات
من جهتها، قالت إسرائيل، الخميس، إن محادثات وقف إطلاق النار في غزة، التي تجري بوساطة مصرية تواجه صعوبات، ومع ذلك فإن الاتفاق ما زال ممكناً.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "تواجه مباحثات وقف إطلاق النار بوساطة مصرية صعوبات كثيرة".
الهيئة أضافت: "حددت حركة الجهاد الإسلامي ثلاثة شروط لإسرائيل لوقف إطلاق النار وهي: تسليم جثمان خضر عدنان، ووقف التصفيات في الضفة الغربية، وإلغاء مسيرة الأعلام المقرر إجراؤها في البلدة القديمة بالقدس، الأسبوع المقبل".
ونقلت الهيئة عن مصدر سياسي إسرائيلي لم تسمِّه: "في هذه المرحلة نحن غير منشغلين بوقف إطلاق النار، وإنما بإطلاق النار فقط".
وكانت حركة "حماس" الفلسطينية، قد قالت الأربعاء، إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية تلقى اتصالات من مصر وقطر والأمم المتحدة، لبحث "العدوان" على قطاع غزة.
"حماس" تُطلع وزراء وسفراء على تطورات "العدوان"
وعلى إثر العدوان، أطلعت حركة "حماس"، الخميس، وزراء الخارجية العرب وعدداً من المنظمات الأممية والإقليمية وعشرات السفراء، على تطورات "التصعيد الإسرائيلي" على قطاع غزة.
جاء ذلك في مذكرة عاجلة بعثها رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة، خليل الحية، إلى تلك الأطراف، بحسب بيان صدر عن الحركة ووصل الأناضول.
وقال الحية في المذكرة: "هذا العدوان يأتي بعد أيام فقط على بدء اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار، الذي أبرمه الاحتلال مع الفصائل في غزة برعاية مصر والأمم المتحدة، في أعقاب الاشتباكات المحدودة، التي جرت عشية قتل الاحتلال للأسير المضرب عن الطعام لمدة 86 يوماً خضر عدنان".
وتابع الحية: "هذا الإرهاب لن يجلب الأمن ولا الاستقرار"، محمّلاً إسرائيل "المسؤولية الكاملة عما تقوم به".
كما دعا الحية المجتمع الدولي، إلى "تحمّل مسؤوليته تجاه الشعب الفلسطيني وتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة، ورفع الغطاء عن الاحتلال ومحاكمة قادته أمام المحاكم الدولية، لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية".
وأعرب في المذكرة عن "تطلعاته بمساهمة المجتمع الدولي في حماية الأمن والسلم الدولييْن، وإنهاء آخر احتلال على وجه هذه الأرض".
واشنطن تحث على التهدئة
في السياق، حثت الولايات المتحدة الأمريكية، على تخفيف حدة التصعيد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في غزة، بغية تحقيق هدوء مستدام.
جاء ذلك خلال مكالمة هاتفية أجراها، الأربعاء، وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، وفق ما ذكر المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الجنرال بات رايدر، في تصريح مكتوب وصلت نسخة منه للأناضول.
وبحسب التصريح "شدّد الوزير أوستن على دعمه المتواصل لحق إسرائيل في الدفاع عن شعبها من الهجمات الصاروخية العشوائية، التي تشنها جماعات إرهابية"، على حد تعبيره.
وأضاف: "استعرض الوزير غالانت تقييمات عمليات إسرائيل في غزة".
وتابع التصريح: "أعاد الوزير أوستن التأكيد على دعمه الثابت لأمن إسرائيل، وحثّ على تخفيف حدة التصعيد بغية تحقيق هدوء مستدام".
ومن جهتها قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في تصريح مكتوب وصل الأناضول: "ناقش الوزير غالانت التطورات الأمنية الأخيرة في إسرائيل".
وأضافت: "أطلع الوزير غالانت الوزير أوستن على العملية الناجحة التي نفذها الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام، للقضاء على ثلاثة (قبل اغتيال قائد رابع) من كبار قادة الجهاد الإسلامي في غزة، وعرض بالتفصيل التهديدات الوشيكة التي كانوا يشكلونها".
وتابعت: "أشار غالانت كذلك إلى استعداد الجيش الإسرائيلي لكل سيناريو عملياتي، بما في ذلك حملة مطولة وتحديات متعددة الجبهات".
وتبذل أطراف إقليمية ودولية جهوداً لوقف العدوان الإسرائيلي الجديد على غزة، لكنها لم تحقق اختراقاً حتى الآن.