نفّذت الصين أول عملية اعتقال علنية بتهمة إساءة استخدام ChatGPT، بعد خمسة أشهر من انتشار برنامج الدردشة بالذكاء الاصطناعي على نطاقٍ واسع، وذلك بفضل قدرته على توليد نصوص مكتوبة بأسلوبٍ يشبه البشر، بحسب موقع Business Insider الأمريكي.
إذ قالت شرطة "كونغتونغ" الصينية عبر حسابها الرسمي في WeChat، الأحد 7 مايو/أيار 2023، إنها اتهمت الرجل المعروف باسم عائلته -هونغ- أنه استخدم بوت الدردشة لتوليد أخبار كاذبة. حيث استغله لتوليد خبر كاذب عن حادث قطار مميت أودى بحياة تسعة أشخاص في مقاطعة قانسو الشمالية الغربية.
كما وثّقت الشرطة عملية اعتقاله في سلسلة صور بمنشورها على تطبيق WeChat.
أول واقعة اعتقال
ويُمثّل القبض على هونغ أول واقعة اعتقال منذ فرض قوانين الصين الجديدة لمناهضة تقنية التزييف العميق، والتي دخلت حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني الماضي. ويستهدف القانون الحيلولة دون إساءة استخدام التقنيات القادرة على تعديل بيانات الوجه والصوت.
وقد حظرت الصين تشغيل ChatGPT داخل أراضيها، لكن هناك بعض الحلول البديلة للالتفاف على ذلك، ومنها استخدام الشبكات الخاصة الافتراضية.
وانتبهت شرطة الأمن السيبراني المحلية للمقال المنشور عن حادثة القطار بتاريخ 25 أبريل/نيسان الماضي، مما دفعها لفتح تحقيقٍ في الأمر.
مقالات "كاذبة"
من جانب آخر، اكتشفت السلطات أن هناك 21 حساب مدونة قد نشر مقالات كاذبة مشابهة في الوقت نفسه على محرك البحث بايدو -المكافئ الصيني لجوجل-، لكن تلك المقالات ادعت وقوع الحادثة في مواقع مختلفة.
وأفادت شرطة قانسو بأن تلك المنشورات المتعددة كانت قد جمعت أكثر من 15 ألف مشاهدة حتى ذلك الوقت.
وتعقّبت شرطة الأمن السيبراني في قانسو المنشورات المزيفة وصولاً إلى شركةٍ مستقلة يُديرها هونغ، وهي مسجلة في مدينة شينزين التي تمثل معقل التقنية جنوب الصين.
من جانبه، قد اعترف هونغ باستخدامه ChatGPT لتوليد الأخبار الكاذبة عن حوادث القطار، قبل أن ينشرها على الإنترنت بحسب شرطة قانسو.
ويجري احتجازه حالياً بتهمة "إثارة القلاقل والمتاعب"، وهي التهمة التي تصل عقوبتها القصوى إلى 10 سنوات في السجن. ولا تزال التحقيقات جارية بحسب منشور شرطة قانسو على WeChat.