أدان الاتحاد الأوروبي، الأحد 7 مايو/أيار 2023، هدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، لمدرسة فلسطينية في قرية "جب الذيب" النائية بالضفة الغربية المحتلة، معتبراً إياها غير شرعية، وأقيمت بمساعدة مالية من الاتحاد، وتسبب الهدم في لجوء الطلاب إلى خيام لاستكمال دراستهم.
المتحدث باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، قال: "لقد تابع الاتحاد الأوروبي عن كثب هذه القضية، وطلب من السلطات الإسرائيلية عدم تنفيذ الهدم الذي يؤثر تأثيراً مباشراً في 81 طفلاً وتعليمهم".
أضاف ستانو أنَّ "عمليات الهدم هذه غير قانونية بموجب القانون الدولي، ويجب احترام حق الأطفال في التعليم"، وفقاً لما أوردته صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، الأحد 7 مايو/أيار 2023.
كما دعا ستانو إلى "وقف جميع عمليات الهدم والإخلاء، التي لن تؤدي إلا إلى زيادة معاناة السكان الفلسطينيين، وتهدد بإشعال التوترات على الأرض"، مشيراً إلى أن إسرائيل هدمت، العام الماضي، أو صادرت 954 مبنى فلسطينياً، في كل من الضفة الغربية والقدس الشرقية، موضحاً أن هذا كان "أعلى رقم مسجل منذ عام 2016".
بدوره، قال مكتب ممثل الاتحاد الأوروبي في القدس إنه "فزع" من الهدم، موضحاً أنه زاد من التصعيد في "بيئة متوترة بالفعل".
تقع المدرسة، واسمها "التحدي خمسة"، في المنطقة "ج" بالضفة الغربية المحتلة، حيث من شبه المستحيل للفلسطينيين الحصول على تراخيص بناء، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
رئيس وحدة المتابعة الميدانية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أحمد ناصر، قال إن هذه هي "المرة الثانية" التي تهدم فيها المدرسة، إذ إنها هدمت في عام 2019 وأعيد بناؤها.
من جانبهم، قال الطلاب وشهود إنَّ المبنى هُدِم إلى أنقاض دون أي أثر للمدرسة التي كانت قائمة هناك ذات يوم، ونقلت وكالة رويترز عن الطالب محمد إبراهيم، قوله: "استعددنا للمجيء إلى المدرسة، وعندما وصلنا لم نجدها، نريد مدرسة اليوم! نريد أن ندرس، إذا استمر (الجيش الإسرائيلي) في الهدم، فسوف نستمر في البناء".
من جهتها، ذكرت جماعة Regavim الإسرائيلية اليمينية، أن القرية التي تقع فيها المدرسة بالأساس تفتقر إلى "البنية التحتية الأساسية؛ من توصيلات الكهرباء إلى المباني العامة".
أوضحت الجماعة أنَّ الإدارة المدنية رفضت في السابق خطط تنمية القرية، وأجبرت الأهالي على البناء دون تصاريح بناء وإيجاد مصادر بديلة للكهرباء.
الدراسة في الخيام
هدم المدرسة لم يمنع الطلاب من استكمال دراستهم، إذ استأنف العشرات منهم، الإثنين 8 مايو/أيار 2023، دراستهم في خيام أقيمت مكان مدرستهم التي هدمها الجيش الإسرائيلي.
حسن بريجية، مدير مكتب هيئة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومي) في مدينة بيت لحم، قال إن أكثر من 60 طالباً وطالبة من مدرسة "التحدي 5" في تجمع جِب الذيب، استأنفوا دراستهم في خيمتين كبيرتين.
أوضح بريجية أن "الخيمتين أحضرتهما هيئة مقاومة الجدار، وشيدتهما فور هدم المدرسة، لحين إعادة بناء المدرسة"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
أفاد بريجة أيضاً أن الجيش الإسرائيلي داهم التجمع خلال إقامة الخيمتين، لكن نشطاء أعاقوا وصوله.
وتمنع السلطات الإسرائيلية البناء أو استصلاح الأراضي في المناطق المصنفة "ج"، دون تراخيص من قبلها، والتي من شبه المستحيل الحصول عليها، وفق قول فلسطينيين وتقارير حقوقية دولية.
كانت اتفاقية أوسلو (1993) قد صنفت أراضي الضفة إلى 3 مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية.
وجادلت جماعة Regavim اليمينية بأنَّ مثل هذا البناء هو جزء من خطة السلطة الفلسطينية للسيطرة على المنطقة ج؛ لضمان إدراجها ضمن حدود دولتهم المستقبلية.