قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأحد، 7 مايو/أيار 2023، في رسالة وجهها إلى الشعب الجزائري بمناسبة الذكرى الـ78 لمجازر 8 مايو/أيار 1945، التي ارتكبها جيش الاستعمار الفرنسي بحق متظاهرين جزائريين، إنه يأمل أن تحرز المحادثات مع فرنسا حول ملفات الحقبة الاستعمارية (1830/1962) تقدماً، بعيداً عن أي "مساومات أو تنازلات".
في حين أفاد الرئيس الجزائري، بأن "الدولة وفاءً للتضحيات الجسيمة التي خاضها الشعب الجزائري عازمة على أن تضع ملف التاريخ والذاكرة في المسار الذي نتمكن فيه من إضفاء كامل الشفافية والنزاهة والموضوعية عليه، بعيداً عن أية مساومات أو تنازلات".
الدفاع عن حقوق الشعب الجزائري
الرئيس الجزائري أضاف: "نتطلع في المدى القريب إلى إحراز التقدم المأمول في هذا الـمسار، آخذين في الحسبان الأهمية التي يكتسيها العمل الموكول للجنة المشتركة (مع فرنسا) من المؤرخين لمعالجة جميع القضايا، بما في ذلك تلك المتعلقة بملفات استعادة الأرشيف والممتلكات، ورفات المقاومين، إضافة لملفي التجارب النووية والمفقودين".
تابع: "كنا قد أكدنا أكثر من مرة أننا ماضون بحزم في الدفاع عن حق الشعب الجزائري، بتكثيف المساعي لمعالجة مسألة التاريخ والذاكرة بشجاعة وإنصاف، وبإضفاء الوضوح الكامل على هذا الملف الحساس".
تشكيل لجنة مشتركة بين الجزائر وفرنسا
سابقاً أعلن الرئيسان الجزائري والفرنسي إيمانويل ماكرون عن تشكيل لجنة مشتركة من 10 مؤرخين (5 من كل دولة) لبحث قضايا وملفات شائكة تعود إلى الحقبة الاستعمارية (1830/1962) لإبعادها عن "التوظيف السياسي".
بحسب إعلان مشترك للبلدين، فإن هذه اللجنة ستعمل على "معالجة جميع القضايا، بما فيها المتعلقة بفتح واستعادة الأرشيف والممتلكات ورفات المقاومين الجزائريين، وكذلك التجارب النووية والمفقودين، مع احترام ذاكرتي الجانبين؛ على أن يخضع عملها لتقييمات منتظمة على أساس نصف سنوي".
عادة ما تمثل ملفات الحقبة الاستعمارية الفرنسية للجزائر مصدراً للتوتر بين البلدين، حيث تطالب الجزائر بالاعتذار عن جرائم الاستعمار، فيما تقول باريس إنه يجب طي الصفحة والتوجه نحو المستقبل.
تأجيل زيارة تبون إلى فرنسا
كانت الرئاسة الجزائرية، قد سبق أن أعلنت في أبريل/نيسان 2023 أن الرئيس عبد المجيد تبون اتفق مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على موعد جديد لزيارته إلى باريس خلال النصف الثاني من يونيو/حزيران 2023 عوضاً عن مايو/أيار.
قالت الرئاسة في بيان: "تلقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اليوم مكالمة هاتفية من رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون". ووفق البيان تطرق الجانبان "إلى العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وإلى زيارة الرئيس إلى فرنسا المرتقبة في النصف الثاني من يونيو/حزيران المقبل". وأشار إلى أن العمل متواصل من فرق البلدين لإنجاح الزيارة المرتقبة.
قبل أيام، أعلنت وسائل إعلام فرنسية أن زيارة تبون إلى فرنسا التي كانت مقررة مطلع مايو/أيار 2023 قد تأجلت باتفاق الطرفين إلى إشعار آخر، دون ذكر الأسباب الحقيقية للقرار. وبعدها نشرت وسائل إعلام جزائرية، نقلاً عن مصادر رسمية محلية، أن سبب التأجيل يعود إلى الأوضاع التي تعيشها فرنسا منذ أسابيع بسبب الاحتجاجات التي تجتاح شوارعها جراء اعتماد قانون التقاعد الجديد.
ستكون هذه الزيارة الأولى من نوعها لتبون إلى فرنسا منذ وصوله الحكم في ديسمبر/كانون الأول 2019.