قال أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني، الجمعة 5 مايو/أيار 2023، إن النظام السوري سيتمكن قريباً من العودة إلى جامعة الدول العربية، لكن هناك العديد من التحديات التي تنتظره في حل الصراع المستمر منذ أكثر من عقد في البلاد.
وأضاف الصفدي في تصريحات لمحطة "سي.إن.إن" أن النظام السوري لديه ما يكفي من الأصوات بين أعضاء الجامعة البالغ عددهم 22 لاستعادة مقعده وأشار إلى "العودة إلى جامعة (الدول العربية) ستحدث. سيكون ذلك مهماً من الناحية الرمزية ولكن.. هذه مجرد بداية متواضعة جداً لعملية ستكون طويلة جداً وصعبة وتنطوي على تحديات؛ نظراً لتعقيدات الأزمة بعد 12 عاماً من الصراع".
يشار إلى أن جامعة الدول العربية كانت قد علقت عضوية النظام السوري في عام 2011 بسبب حملة القمع العنيفة التي شنها بشار الأسد ضد الثورة.
ويدفع الأردن منذ فترة بعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، وترى عمَّان أن استقرار سوريا يعود بالنفع عليها "سياسياً، واقتصادياً وأمنياً"، حيث يقول محللون إن استمرار الأزمة السورية يؤثر بشكل مباشر على الأردن الذي تجاورها بحدود برية طويلة، وتسعى عمّان لتأمين حدودها من "الانفلات الأمني" الذي قد يتزايد مع بقاء الوضع في سوريا على حاله، بالإضافة إلى ملف تهريب المخدرات عبر الحدود.
وصرح متحدث باسم جامعة الدول العربية في وقت سابق الخميس، بأن الوزراء العرب سيجتمعون في القاهرة يوم الأحد لبحث الوضع في سوريا، وسط مسعى إقليمي لتطبيع العلاقات مع الأسد.
واستأنفت العديد من الدول العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية ومصر، في الآونة الأخيرة التواصل مع النظام السوري؛ من خلال زيارات واجتماعات رفيعة المستوى، على الرغم من أن بعضها بما في ذلك قطر لا يزال يعارض التطبيع الكامل دون حل سياسي للصراع السوري.
والتقى وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد في اجتماع عُقد في عمان في وقت سابق للمرة الأولى بوزراء عرب، في إطار مبادرة أردنية لحث دمشق على التفاوض بشأن خطة سلام، وتصوغ المبادرة خارطة طريق لإنهاء الصراع تشمل معالجة قضايا اللاجئين والمعتقلين المفقودين وتهريب المخدرات والجماعات الإيرانية المسلحة في سوريا.
وقال الصفدي إن استعداد النظام السوري لإحراز تقدم حقيقي في حل الصراع سيساعده في الفوز بالدعم العربي الحاسم للضغط من أجل إنهاء العقوبات الغربية في نهاية المطاف والتي تشكل عقبة رئيسية أمام بدء جهود إعادة إعمار كبيرة.
وتستعد جامعة الدول العربية لعقد اجتماعين وزاريين طارئين، الأحد 7 مايو/أيار 2023؛ لبحث تطورات الأوضاع بالسودان، وإعادة سوريا لمقعدها المجمد منذ 2011، وذلك قبيل انعقاد قمة الرياض في 19 مايو/أيار الجاري، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
جاء ذلك وفق بيان للخارجية المصرية، الخميس 4 مايو/أيار، وتصريح صحفي لمصدر عربي مسؤول نقلته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، في ظل توجه متزايد لدى دول عربية لإعادة سوريا إلى محيطها العربي وإلى مقعدها بالجامعة.