من المرتقب أن يصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأربعاء 3 مايو/أيار 2023، إلى دمشق، في زيارة رسمية هي الأولى لمسؤول إيراني في هذا المنصب إلى النظام السوري منذ أكثر من 12 عاماً، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ووفق وسائل إعلام إيرانية وتابعة للنظام السوري، فإن الزيارة تستغرق يومين، يرافقه فيها "وفد وزاري سياسي واقتصادي رفيع". ووفق المصدر نفسه، فإن هذه الزيارة ستتضمن "توقيع عدد كبير من اتفاقيات ومذكرات التفاهم" في مجالات مختلفة، من بينها "الطاقة والكهرباء".
وفي محيط السفارة الإيرانية في منطقة المزة في وسط دمشق، فإن التحضيرات للزيارة ظاهرة للعيان منذ أيام، إذ أزيلت حواجز حديدية وإسمنتية ضخمة كانت أقيمت حول السفارة منذ سنوات الحرب الأولى.
كما ذكرت وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري أن رئيسي سيلتقي بشار الأسد "ويُجري معه مباحثات تتناول العلاقات الثنائية وملفات سياسية واقتصادية مشتركة، إضافة إلى التطورات الإيجابية في المنطقة".
في طهران، قال المتحدث باسم الحكومة، علي بهادري جهرمي، الثلاثاء، إن الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة من الأسد، ترتدي "أهمية استراتيجية" للبلدين، وإن هدفها "اقتصادي".
وتأتي زيارة رئيسي في خضم تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في آذار/مارس استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة على خلفية الحرب في سوريا.
وتعتبر هذه الزيارة الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً برغم الدعم الكبير؛ الاقتصادي والسياسي والعسكري، الذي قدمته طهران لنظام دمشق، والذي ساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح النظام.
ويذكر أن دمشق عملت على استقطاب الأموال لإعادة الإعمار بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج، وسيجول رئيسي، وفق صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، على مناطق عدة في دمشق.
إعادة إعمار سوريا
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي في طهران الإثنين بأن "سوريا دخلت مرحلة إعادة الإعمار، والجمهورية الإسلامية في إيران (…) جاهزة لتكون مع الحكومة السورية في هذه المرحلة أيضاً"، على حد قوله.
فيما أرسلت طهران مستشارين عسكريين لمساندة جيش النظام السوري، بينما تقاتل مجموعات من جنسيات أخرى موالية لإيران، على رأسها حزب الله اللبناني، إلى جانب النظام.
وأوردت صحيفة "الوطن" أن الزيارة ستتضمن "توقيع عدد كبير من اتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تشمل مختلف أوجه التعاون، لا سيما في مجالات الطاقة والكهرباء"، كما ستجري على هامشها "مفاوضات حول خط ائتماني إيراني جديد لسوريا، يتم استثماره في قطاع الكهرباء" المتداعي، إذ تتجاوز ساعات التقنين الكهربائي في سوريا عشرين ساعة يومياً.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في شباط/فبراير 2019، والثانية في أيار/مايو 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.