كشف تقرير استخباراتي نشرته وزارة الدفاع البريطانية، الإثنين 1 مايو/أيار 2023، أن روسيا تبني دفاعات على بعد مئات الأميال بعيداً عن حدودها مع أوكرانيا؛ خوفاً من أن يكون الهجوم المضاد من جانب أوكرانيا كاسحاً للغاية لدرجة تدفعها داخل عمق الأراضي الروسية، وفق ما نقله موقع Business Insider الأمريكي.
التقرير الذي أعدته الاستخبارات البريطانية حول المستجدات، ونُشر عبر تويتر، يسلط الضوء على وجود شبكات خنادق "داخل الأراضي الروسية المعترف بها دولياً" في مناطق تتضمن "مقاطعة بيلغورود ومقاطعة كورسك".
ورأى التقرير أن التحضيرات الروسية ناشئة بسبب "الخوف العميق الذي يعتري القادة الروس من إمكانية تحقيق أوكرانيا تقدماً كبيراً".
هجوم مضاد
إذ تتنامى التوقعات حول هجوم مضاد وُعد به منذ وقت طويل من جانب أوكرانيا، تتعزز قوته خلال الأشهر الماضية، في الوقت الذي تحاول خلاله أوكرانيا أن تكبح التقدم الطاحن للجيش الروسي خلال فصل الشتاء.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف، الأسبوع الماضي، إن الهجوم المضاد كان "شبه مستعد للانطلاق".
يأتي ذلك بينما تنظّم أوكرانيا كتائب جديدة، وتلقت مؤخراً أسلحة جديدة قوية من الحلفاء الغربيين، تضمنت دبابات أبرامز وتشالنجر وليوبارد.
قد تساعد القوات والقوة النارية الإضافية في تحقيق تقدم، على صعيد التصدي للغزو، الذي كان شبه متوقف منذ أشهر.
لكن أي جهود جدية لغزو روسيا هي أبعد ما يكون عما يعتبره أغلب المراقبين معقولاً بالنسبة لأوكرانيا، التي تملك موارد أقل من روسيا بكثير، والتي تصب تركيزها على الدفاع عن أراضيها.
ولم تبذل أوكرانيا أية محاولات حتى الآن لغزو أراضٍ روسية، إضافة إلى أن هدفها المعلن من الحرب هو استعادة السيطرة على الأراضي الأوكرانية المعترف بها دولياً، وضمن ذلك شبه جزيرة القرم، التي أعلنت روسيا ضمها إلى أراضيها في 2014.
حيلة روسية
من جانب آخر، ذكر تقرير الجيش البريطاني حول مستجدات الأوضاع أن الدفاعات البعيدة عن خط الجبهة قد تكون أقرب إلى جهود دعائية لشحذ عزيمة الشعب الروسي عن طريق جعله يظن أن الجيش الأوكراني قد يقترب من منازلهم.
أضاف تقرير المستجدات: "بعض الأعمال أمر بها على الأرجح القادة المحليون والقادة المدنيون؛ في محاولات لتعزيز الرواية الرسمية التي تقول إن روسيا (مهددة) عن طريق أوكرانيا ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
وأوضح التقرير البريطاني أن روسيا تحصِّن كذلك خطوط الدفاع داخل الأراضي الأوكرانية المحتلة، التي تكون أقرب إلى القتال.
ووُثقت بعض هذه الدفاعات والتحصينات، وضمن ذلك بلدة ميدفيديفكا في شبه جزيرة القرم، عن طريق الصور، التي تضمنت صوراً جرى تحليلها بمقال نُشر في 3 أبريل/نيسان بصحيفة The Washington Post.