هدوء نسبي رغم استمرار الاشتباكات في أحياء الخرطوم.. و”الدعم السريع” تعلن تمديد الهدنة لـ 72 ساعة أخرى

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/30 الساعة 16:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/30 الساعة 16:03 بتوقيت غرينتش
المواجهات في الخرطوم تزيد من الضغوط على المستشفيات - الأناضول

تبادلت القوتان العسكريتان المتناحرتان في السودان الاتهامات بارتكاب انتهاكات جديدة لوقف إطلاق النار الذي أعلنت قوات الدعم السريع تمديده 72 ساعة، بعد أن ينتهي‭ ‬سريانه منتصف ليل الأحد 30 أبريل/نيسان 2023، مع استمرار الصراع الدامي للأسبوع الثالث، رغم تحذيرات من الانزلاق إلى حرب أهلية كارثية.

حيث سقط مئات القتلى وآلاف المصابين منذ أن تحولت منافسة قديمة على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى صراع في 15 أبريل/نيسان.

في حين قالت "الدعم السريع" في بيان: "استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية، نعلن تمديد أجل الهدنة الإنسانية لـ72 ساعة اعتباراً من منتصف هذه الليلة، من أجل فتح الممرات الإنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة".

الجيش السوداني قوات الدعم السريع
مسلحون من قوات الدعم السريع في الخرطوم، السودان/ رويترز

أضافت: "نجدد التزامنا الصارم بالهدنة الإنسانية المعلنة والوقف الكامل لإطلاق النار، رغم الخروقات المستمرة من القوات الانقلابية (الجيش) وكتائب الظل وفلول النظام البائد المتطرفة (أنصار نظام الرئيس السابق عمر البشير)" وفق البيان.

استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع

في حين استمر القتال بين الطرفين في معركة للسيطرة على العاصمة الخرطوم الواقعة على نهر النيل على الرغم من سلسلة اتفاقات لوقف إطلاق النار عبر تدخل وسطاء من بينهم الولايات المتحدة. وينتهي سريان أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار عند منتصف الليل (22:00 بتوقيت غرينتش).

قال صحفي من رويترز إن الوضع في الخرطوم، التي يقاتل الجيش قوات الدعم السريع المتمركزة في أحياء سكنية فيها، هدأ نسبياً صباح الأحد، وذلك بعد سماع أصوات اشتباكات عنيفة مساء السبت بالقرب من وسط المدينة.

في حين قال الجيش السوداني إنه دمر أرتالاً لقوات الدعم السريع أثناء تحركها من الغرب إلى الخرطوم. وقالت قوات الدعم السريع إن الجيش هاجم بالمدفعية والطائرات الحربية مواقع لها في عدة مناطق بولاية الخرطوم. ولم يتسنّ لرويترز التحقق من صحة التقارير على نحو مستقل.

سيارة ومباني متضررة في السوق المركزي خلال اشتباكات في السودان/رويترز

نشر وحدات من الشرطة في الخرطوم

في محاولة على ما يبدو لإعطاء دفعة لقواته، قال الجيش السبت، إنه بدأ نشر وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي بجنوب الخرطوم وسيتوالى نزولها تدريجياً في مناطق أخرى من العاصمة.

قالت الشرطة السودانية إن شرطة الاحتياطي المركزي انتشرت لحماية الأسواق والممتلكات التي تعرضت للنهب. وحذرت قوات الدعم السريع شرطة الاحتياطي المركزي أمس السبت من أن تصبح طرفاً في القتال.

يذكر أن شرطة الاحتياطي المركزي هي فرقة كبيرة مدججة بالسلاح من الشرطة السودانية ولديها خبرة قتالية اكتسبتها من صراعات في دارفور بغرب البلاد وفي جبال النوبة في الجنوب.

وفي مارس/آذار 2022، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شرطة الاحتياطي المركزي، متهمة إياها باستخدام القوة المفرطة ضد محتجين كانوا يتظاهرون في الخرطوم وأماكن أخرى؛ رفضاً لانقلاب عسكري في عام 2021.

الخرطوم
المواجهات في الخرطوم تزيد من الضغوط على المستشفيات – الأناضول

فرار الآلاف من السودان

نجم عن القتال الدائر في الخرطوم حتى الآن انتشار قوات الدعم السريع في أنحاء المدينة، في ظل محاولات الجيش لاستهدافها بضربات جوية في الأغلب مستخدماً الطائرات المسيرة والمقاتلات.

دفع الصراع عشرات الآلاف إلى الفرار عبر حدود السودان وأثار تحذيرات من احتمال تفكك السودان؛ مما يزعزع استقرار منطقة مضطربة بالفعل. وقال محمد علي، وهو مواطن باكستاني ينتظر إجلاءه من بورتسودان ضمن نزوح جماعي للأجانب: "تركت كل شيء، منزلي وسيارتي. كل شيء وكل مدخراتي لمدة 13 عاماً سأرحل من هنا، فقط لإنقاذ حياتي". وتبدو احتمالات إجراء مفاوضات بين طرفي الصراع ضعيفة.

لا فرص للتفاوض 

من جانبه، قال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إنه لن يجلس أبداً مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي. وقال قائد قوات الدعم السريع بدوره إنه لن يبدأ التفاوض إلا بعد أن يوقف الجيش الأعمال القتالية.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية السعودية إن الوزير الأمير فيصل بن فرحان التقى مع مبعوث البرهان السفير دفع الله الحاج علي في الرياض. وتلعب الحكومة دوراً في التوسط لوقف إطلاق النار. وأضافت الوزارة أن الوزير "أكد دعوة المملكة بالتهدئة وتغليب المصلحة الوطنية ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري".

في سياق متصل، قال فولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان‭ ‬‬‬‬‬لرويترز السبت، إنه استشعر تغيراً في مواقف الجانبين في الآونة الأخيرة وإنهما منفتحان بدرجة أكبر على التفاوض وسيقبلان "شكلاً ما من المحادثات" دون تحديد جدول زمني لذلك.

السودان سودانوين السعودية إثيوبيا
دخان يتصاعد من طائرة مشتعلة داخل مطار الخرطوم خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش في الخرطوم ، السودان ، 17 أبريل / نيسان 2023. رويترز

في الوقت نفسه، ومع إعلان الأمم المتحدة أن 16% فقط من المنشآت الصحية في الخرطوم تعمل بشكل طبيعي، قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ثمانية أطنان من المساعدات الطبية.

قال باتريك يوسف المدير الإقليمي لمنطقة إفريقيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "العاملون في مجال الرعاية الصحية في السودان يفعلون المستحيل، إذ يعتنون بالجرحى في ظل عدم وجود المياه والكهرباء والإمدادات الطبية الأساسية".

لكنه أضاف أنه في الوقت الذي جرت فيه الموافقة على وصول الإمدادات إلى الخرطوم فإن مفاوضات تجري مع الجانبين لتسهيل توصيلها داخل المدينة؛ حيث تتعرض المستشفيات والقوافل وسيارات الإسعاف للهجوم. وقُتل ما لا يقل عن خمسة من موظفي الإغاثة خلال القتال.

كان ثلث سكان السودان البالغ عددهم 46 مليون نسمة بحاجة بالفعل إلى المساعدات الإنسانية حتى قبل اندلاع الصراع. وأفسد الصراع خطة انتقال سياسي مدعومة دولياً بهدف إقامة نظام حكم ديمقراطي في السودان في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019 بعد أن أمضى ثلاثة عقود في السلطة.

من جانبها، قالت وزارة الصحة إن 528 شخصاً على الأقل قُتلوا وأصيب 4599 آخرون. وأعلنت الأمم المتحدة عدداً مماثلاً من القتلى، لكنها تعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.

تحميل المزيد