كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأحد 30 أبريل/نيسان 2023، عن تفاقم ظاهرة العنف داخل المجتمع الإسرائيلي، منذ تولي إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي منصبه في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، موضحة أن "عدد القتلى جراء الجريمة خلال الشهور الـ4 الأولى من 2023 هو الأعلى منذ عقود".
الصحيفة أشارت إلى أن عدد القتلى وصل في تلك الأشهر إلى 78، ليكون أكثر من ضعف عددهم في الفترة المماثلة من العام الماضي (34 قتيلاً)، ولفتت إلى أنه بالمعدل الحالي، قد يصل عدد القتلى في إسرائيل إلى حوالي 230 في السنة.
سجل العام الجاري حتى الآن مقتل 60 عربياً (من فلسطينيي عام 1948)، مقابل 26 في نفس الفترة من 2022، و16 يهودياً مقابل ثمانية، واثنان من الأجانب.
ووفق آخر إحصاء رسمي، صدر في أبريل/نيسان 2023، يبلغ عدد السكان العرب 2.048 مليون نسمة، ويشكلون ما نسبته 21% من إجمالي سكان إسرائيل البالغ عددهم9.727 مليون نسمة.
كان العام 2022 قد سجل وقوع 104 جرائم قتل في المجتمع العربي- تم حل 24 منها فقط – مقارنة بحل 24 جريمة قتل في المجتمع اليهودي من أصل 34 العام الماضي، وفق موقع "واللا" العبري.
كما حدثت زيادة في عدد النساء المقتولات، ليصل إلى 11 منذ بداية العام (تسع منهن نتيجة العنف الأسري)، مقارنة بخمس في الفترة نفسها من العام الماضي.
يتهم عرب في إسرائيل، بمن في ذلك نواب بالكنيست (البرلمان)، الشرطة الإسرائيلية بالتقاعس عن ملاحقة العصابات المنظمة وغض الطرف عن انتشار السلاح غير المرخص.
من هو بن غفير؟
"بن غفير" هو رئيس حزب "عوتسما يهوديت" (قوة يهودية)، المتطرف، وتولى منصبه، الذي يمنحه سيطرة على الشرطة، ضمن حكومة يمينية يقودها بنيامين نتنياهو، التي تشكلت أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
يُعد بن غفير أحد المتحمسين للقاتل الجماعي الإسرائيلي الأمريكي باروخ غولدشتاين، الذي فتح في عام 1994 النار من مدفع رشاش على المسلمين أثناء صلاة الفجر في رمضان، بمدينة الخليل بالضفة الغربية، مُودياً بحياة 29 شخصاً.
رحب بن غفير بهذه الجريمة، التي أدت إلى استشهاد 29 مصلياً فلسطينياً بالخليل في 1994، ووصف قاتِلهم بالبطل، بل علق صورته في مكتبه الخاص.
اقتحم إيتمار بن غفير عالم السياسة في إسرائيل وعمره لم يتجاوز 19 عاماً. وفي 1995، في أعقاب توقيع اتفاقيات أوسلو بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، قام برفع رقم سيارة رئيس الحكومة آنذاك إسحاق رابين أمام الكاميرات قائلاً: "لقد تمكنا من تصوير رمز السيارة التي تقل رابين، وهذا يعني أن بإمكاننا الوصول إليه". ولم تمر أسابيع عديدة بعد هذا التصريح، ليتم قتل إسحاق رابين من قبل متطرف يهودي.
يؤيّد حزب إيتمار بن غفير ضمّ إسرائيل لكامل الضفة الغربية المحتلّة، التي يقطنها نحو 2.8 مليون فلسطيني، وهو مشهور باستفزازاته ضد الفلسطينيين، ولا سيما في القدس، حيث تكررت اقتحامات إيتمار بن غفير للأقصى وباحاته.
كذلك يحرض على ترحيل مَن يُسميهم المواطنين الفلسطينيين (عرب 48)، والذين يمثلون نحو 20% من سكان البلاد، ويصفهم بأنهم غير موالين لإسرائيل.
كان بن غفير قد تصدّر عناوين الصحف بعد أن استلّ مسدساً في اشتباكات بحي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وأخذ يصرخ في الشرطة لتطلق النار على مجموعة من المتظاهرين الفلسطينيين.
قبل دخوله ائتلاف "الصهيونية الدينية" لخوض الانتخابات، كان إيتمار بن غفير يتزعم حركة "المنعة اليهودية"، التي تدعو إلى طرد الفلسطينيين أو قتلهم لكونهم عرباً، ويدعو بن غفير علناً إلى تدمير كل المساجد في الضفة الغربية، وعلى رأسها المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.