شنّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، هجوماً حاداً على خلفه الحالي جو بايدن، متوعداً بسحقه في الانتخابات المقبلة 2024، كما حذّر من حالة "فوضى" يمكن أن تضرب البلاد في حال لم يفز هو بتلك الانتخابات، وذلك في أحدث ظهور له بين عدد من أنصاره، الخميس 27 أبريل/نيسان 2023.
وتوعد ترامب أيضاً بأنه سيأمر وزارة العدل -في حال فوزه- بالتحقيق مع المدعين العامين "الراديكاليين" في المقاطعات وعموم البلاد، متهماً إياهم "باستهداف المحافظين".
النجاح أو الفشل
وجاء خطاب ترامب، الذي يواجه تحقيقات جنائية متعددة، أمام أكثر من 1000 شخص من أنصاره في أحد فنادق مانشستر بولاية نيوهامبشير، وقال إنه في اليوم الأول بعد فوزه، سيوجه وزارة العدل للتحقيق مع كل محامي مقاطعة متطرف ونائب عام في أمريكا، "بسبب العنصرية وعدم تطبيق القانون بشكل صحيح".
يواجه ترامب أربعة تحقيقات جنائية على الأقل، بما في ذلك تحقيق فيدرالي في دوره المزعوم في هجوم "الكابيتول" في يناير/كانون الثاني 2021 من قبل أنصاره.
وقال ترامب أمام أنصاره: "الاختيار في هذه الانتخابات هو الآن بين القوة أو الضعف، والنجاح أو الفشل، والأمان أو الفوضى، والسلام أو الحرب، والازدهار أو الكارثة".
أضاف: "نحن نعيش في كارثة. بتصويتكم في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 سنسحق جو بايدن… في صندوق الاقتراع، وسنقوم باستكمال ما لم ننهه من عمل".
وفي الخطاب نفسه، تعمد ترامب تقليد حركات منافسه بايدن والاستهزاء به، وجدير بالذكر أن الرئيس الحالي أعلن ترشحه لولاية ثانية مؤخراً بشكل رسمي لانتخابات 2024، قائلاً: "إن ترامب يمثل خطراً على الديمقراطية".
وقال بايدن: "قد لا أكون الوحيد، لكنني أعرفه جيداً، وأعرف الخطر الذي يمثله على ديمقراطيتنا".
ودشن بايدن، الثلاثاء 25 أبريل/نيسان، مسعاه لإعادة انتخابه، متعهداً بحماية الحريات الأمريكية من "المتطرفين" المرتبطين بالرئيس السابق. وصاحب إعلان ترشيح بايدن مقطع فيديو تضمن صوراً لهجوم أنصار ترامب في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 على مقر الكابيتول.
أضاف بايدن أنه كان سيواصل مسعاه لترشيح نفسه للمنصب عام 2024 حتى وإن لم يرشح ترامب نفسه، وأردف قائلاً إنه مازال يتعين عليه القيام بأمور أخرى لإتمام مهمته وإدارة الولايات المتحدة بحيث تكون "آمنة اقتصادياً وسياسياً لفترة طويلة".
ترامب يُحاكم
ويحذر العديد من كبار الجمهوريين من أن ترامب (76 عاماً) سيمنى بخسارة للمرة الثانية بعد الأداء السيئ للجمهوريين في انتخابات عام 2020 ودورتي انتخابات منتصف الولاية الأخيرتين.
ويحاكم ترامب في نيويورك في قضية اغتصاب الصحفية والكاتبة جين كارول في منتصف تسعينيات القرن الماضي، إذ تتهمه الأخيرة باستدراجها إلى غرفة قياس في متجر بيرغدورف غودمان في نيويورك، لكن محاميه ينفي ذلك بشدة.
كما يواجه ترامب احتمال توجيه اتهامات له من قبل وزارة العدل ومدعين عامين في جورجيا في قضايا تتعلق بمحاولته الإطاحة بانتخابات 2020 واحتفاظه بوثائق حكومية.
ومع ذلك، حافظ ترامب في الاستطلاعات على تقدم مستمر من رقمين في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، متقدماً بفارق كبير على أقرب منافسيه، رون ديسانتيس حاكم فلوريدا الذي وصفه في خطابه في نيوهامبشير بأنه "يتحطم ويحترق".
وترامب -الذي ينفي كل الاتهامات الموجهة إليه- استنكر بغضب "ملاحقته"، وأبلغ مؤيديه أنه سيسحب لقب "كروكد" (المخادعة) الذي أطلقه على هيلاري كلينتون منافسته السابقة، ليطلقه على بايدن خلال الانتخابات المقبلة.