قال خبراء إن الصين تريد زيادة ترسانتها النووية إلى مستوى غير مسبوق، وتحديثها لتعزيز قوة الردع التي تتمتع بها، في حال وقوع نزاع مع الولايات المتحدة، وأشار بعضهم إلى أن بكين تواجه عوائق عدة تقف في وجه تعزيز الصين سريعاً للترسانة النووية التي تمتلكها.
المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم، قال إن الصين تمتلك ترسانة تضم 350 رأساً نووياً، بعيداً وراء روسيا مع 4477 رأساً، والولايات المتحدة مع 3708 رؤوس، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
لكن بكين قد ترفع هذا العدد إلى 1500 بحلول 2035، حسبما توقع تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية نُشر في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
مات كوردا، من منظمة "فيديريشن إف أمريكان ساينتيستس" الأمريكية غير الحكومية التي تدرس الانتشار النووي، يرى أن الصين يبدو أنها لم تعد تريد الاكتفاء ببعض مئات الأسلحة النووية لضمان أمنها.
فبعد تجربة نووية أولى في 1964، اكتفت الصين بالمحافظة على ترسانة متواضعة، والتزمت عدم المبادرة إلى استخدام السلاح الذري، مؤكدةً أنها لن تلجأ إليه إلا إذا استُهدفت بسلاح من هذا النوع، وخلال العقد الأخير، دفع الرئيس الصيني شي جين بينغ باتجاه تحديث واسع النطاق للجيش شمل تحسين القدرات النووية.
من جانبه، يرى ديفيد لوغان، الأستاذ في معهد "Naval War College" الأمريكي، أن الصين تجري توسيعاً وتحديثاً لقواتها النووية هما الأهم في تاريخها، وقال إن هذا البلد لا يسعى فقط إلى زيادة إنتاج الرؤوس النووية؛ "بل إلى تحسين القدرة على إطلاقها من الأرض، ومن طائرة أو غواصة".
وتفيد وزارة الدفاع الأمريكية، بأن الصين تبني "سريعاً" منشآت إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات، ولديها أكثر من 300 صومعة صواريخ، فيما قالت الصين مراراً إنها تبقي قوتها النووية "عند المستوى الأدنى الضروري للأمن القومي".
بدورها، ترى الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية، أن الصين خصصت 11.7 مليار دولار لبرنامجها النووي عام 2021، أي أقل من ثلث ميزانية الولايات المتحدة في هذا المجال.
كما يرى خبراء أن ثمة عوائق عدة تقف في وجه تعزيز الصين سريعاً لترسانتها النووية، وقالوا إن وسائلها محدودة لإنتاج مواد انشطارية ضرورية لصناعة الرؤوس النووية.
تعاون روسي صيني
كان جين بينغ قد أكد الشهر الماضي، في إعلان مشترك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، "وجوب عدم شن أي حرب نووية"، وتعهدت بكين وموسكو بتعزيز تعاونهما في المجال النووي خلال قمة جمعت رئيسي البلدين في مارس/آذار 2023.
بحسب الوكالة الفرنسية، وافق مسؤولون روس كبار في مجال الطاقة الذرية على مساعدة الصين على امتلاك "مفاعلات سريعة" لإنتاج المواد الانشطارية بسرعة أكبر بكثير مما تستهلك، وأفادت بكين بأن الاتفاق يشمل فقط البرنامج النووي المدني، لكن خبراء يرون أنه قد يساعد في الأسلحة النووية.
يقول كوردا إنه "قد يكون ممكناً من الناحية التقنية للصين أن تزيد بشكل كبيرٍ مخزوناتها من البلوتونيوم مع مفاعلات مدنية جديدة تعمل بالنيترون السريع مستخدمةً الوقود الذي تزودها به روسيا"، لكنه شدد على أنه "ما من مؤشر على أن الصين تنوي القيام بذلك".
من جانبه، قال غريغوري كالاكي مسؤول الصين في منظمة "يونيون أوف كونسرند ساينتيتس" العلمية، إن الصين تمتلك "مخزونات محدودة جداً، الأمر الذي يمنع التقدم السريع". وتابع: "من الصعب على الصين إنتاج البلوتونيوم الذي تحتاج إليه بسرعة".
أضاف لوغان أن خبراء الاستراتيجية الصينيين قلقون من أن توجّه الولايات المتحدة ضربة أولى نووية تمنع الصين من الرد. ويضيف: "تعزيز النووي الصيني يهدف على الأرجح ولو جزئياً إلى مواجهة هذا الاحتمال".
يرى خبراء أن بكين تنوي كذلك دفع واشنطن إلى التفكير في التكلفة التي قد تتكبدها في حال انخراطها في نزاع بالمنطقة.