ذكرت مصادر مطلعة لـ "عربي بوست"، الأربعاء 26 أبريل/نيسان 2023، أن الشرطة العسكرية التابعة للجيش السوداني، نقلت الرئيس المعزول عمر البشير من مستشفى علياء العسكري في العاصمة الخرطوم إلى مكان آخر، بعد تعرض المستشفى لمحاولة هجوم، وذلك في وقت دارت فيه مواجهات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" على أطراف العاصمة، في تقويض للهدنة بين الطرفين.
مصدر من داخل مستشفى علياء التابع للقوات المسلحة السودانية، قال لـ"عربي بوست" -طالباً عدم ذكر اسمه- إن البشير وشخصيات أخرى معه نُقلوا من المستشفى إلى منطقة المهندسين، وأضاف أنه قد يجري نقلهم مرة إلى مكان آخر لتأمينهم.
أوضح المصدر أنَّ نقل البشير وآخرين جاء بعد محاولة هجوم على المستشفى من قبل قوات "الدعم السريع"، بعدما كشف الجيش السوداني، في وقت سابق من الأربعاء 26 أبريل/نيسان 2023، عن مكان البشير.
كان الجيش السوداني قد ذكر في بيان، أن البشير موجود في مستشفى علياء تحت حراسة ومسؤولية الشرطة القضائية، إلى جانب بعض رموز النظام السابق، وذلك بعد أنباء عن فرار البشير ومقربين منه من سجن "كوبر".
أوضح الجيش أن الأمر يتعلق بكل من الرئيس المعزول عمر البشير إلى جانب كل من بكري حسن صالح وعبد الرحيم محمد حسين وأحمد الطيب الخنجر ويوسف عبد الفتاح، إلى جانب مدني واحد وهو الدكتور علي الحاج محمد المحتجز لتلقي العلاج بمستشفى "أحمد قاسم"، فيما قال مراسل "عربي بوست" إن عدد الشخصيات المرافقة للبشير يصل إلى 25.
كان عهد البشير الذي دام ثلاثة عقود، قد انتهى بانتفاضة شعبية قبل أربعة أعوام، وأُودع البشير السجن باتهامات تتعلق بانقلاب 1989 الذي صعد به إلى السلطة، وتخلل وجوده في السجن فترات قضاها في المستشفى.
توجه جماعات مدنية في السودان الاتهام لجماعات موالية للبشير بأنها تستغل الصراع لتشق طريقاً للعودة إلى السلطة، ويُعد محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات "الدعم السريع"، من المناهضين لداعمي البشير، وكان "حميدتي" قد صعد إلى السلطة في عهد البشير قبل أن يطيح بالرئيس.
مواجهات ومواصلة الإجلاء
يأتي هذا فيما تجدد القتال اليوم الأربعاء، بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، في العاصمة الخرطوم، واندلعت المواجهات في محيط القيادة العامة والقصر الرئاسي وسط الخرطوم، كما دارت اشتباكات في مناطق صالحة والمربعات بمدينة أم درمان غربي العاصمة.
على خلفية تجدد الاشتباكات، تبادل الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، الاتهامات بالمسؤولية عن خرق الهدنة الإنسانية التي دخلت الثلاثاء الماضي حيّز التنفيذ لمدة 72 ساعة بوساطة سعودية أمريكية، بغرض "فتح ممرات إنسانية"، إضافةً إلى متابعة عمليات "إجلاء الرعايا الأجانب".
في موازاة ذلك، واصلت دول غربية وعربية، الأربعاء 26 أبريل/نيسان 2023، عمليات إجلاء رعاياها من السودان، ومنذ ليل الثلاثاء، تسارع الدول والجهات الفاعلة من أجل الانتهاء من عمليات الإجلاء.
حتى ظهر اليوم الأربعاء، شرعت أكثر من 50 دولة في إجلاء رعاياها من السودان، إما براً عبر مصر وإثيوبيا، أو بحراً عبر ميناء بورتسودان، أو جواً.
يُذكر أنه منذ 15 أبريل/نيسان 2023 تشهد عدد من الولايات في السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة "حميدتي"، وبحسب ما أعلنته وزارة الصحة السودانية، مساء الأربعاء، ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات إلى 512 قتيلاً منذ بدايتها.