قال كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هيو بيل، إن الأسر والشركات البريطانية "في حاجةٍ إلى تقبُّل" أنهم صاروا أفقر، وأن يتوقفوا عن طلب زيادة الأجور وتحفيز زيادة الأسعار، وذلك في وقت يعاني عدد متزايد من الناس بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة، وارتفاع التضخم الذي تجاوز زيادات الأجور بالنسبة لجميع العاملين تقريباً.
بيل أشار إلى أن هناك عملية "نفض التراب ونقله إلى باب الجيران" تحدث في الاقتصاد؛ نظراً إلى أن الأسر والشركات يحاول كل منهما نفض تراب ارتفاع الأسعار عن نفسه ونقله إلى باب الآخر، وفقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 25 أبريل/نيسان 2023.
أضاف بيل خلال حديثه في مدونة صوتية تصدرها كلية الحقوق بجامعة كولومبيا، أنه من الطبيعي أن تطلب أي أسرةٍ زيادة في الأجور استجابة لارتفاع فواتير الطاقة، أو أن يرفع أحد المطاعم أسعار الوجبات لديه، لكنه أوضح أن المملكة المتحدة من كبار مستوردي الغاز الطبيعي، وقد ارتفعت أسعاره مقارنة بالصادرات، لاسيما الخدمات، التي تبيعها المملكة المتحدة إلى بقية العالم.
حذَّر بيل من أنه إذا ارتفعت تكلفة ما يشتريه البريطانيون مقارنة بما يبيعونه، "فسوف تكونون في وضع أسوأ"، وتابع قائلاً: "لذلك بطريقة ما في المملكة المتحدة، يحتاج شخص ما أن يتقبل أنه أسوأ حالاً، وأن يتوقف عن محاولة الحفاظ على قوته الشرائية الحقيقية عن طريق رفع الأسعار، سواء كان برفع الأجور أو تحميل تكاليف الطاقة على المستهلكين".
أكد أن ما يجري الآن هو الإحجام عن قبول ذلك، وقال: "أجل، نحن جميعاً أسوأ حالاً، وعلينا جميعاً أن نتحمل نصيبنا. بدلاً من ذلك يحاول [الناس] تحميل التكلفة على أحد مواطنينا، ويقولون سوف نكون بخير، لكن سوف يتوجب عليهم تحمُّل نصيبهم أيضاً".
كان محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، قد واجه في عام 2022، انتقادات بعد أن قال إن العمال يجب ألا يطلبوا زيادة كبيرة في الأجور، وأن يحاولوا إيقاف ارتفاعات الأسعار الخارجة عن السيطرة.
لذا تواجه تعليقات بيل خطر التعرض لانتقادات جديدة، مفادها أن العاملين في بنك إنجلترا بعيدون كل البعد عن التأثر بأزمة تكاليف المعيشة، في وقت يُضرِب فيه الموظفون في القطاع العام، بسبب سعيهم للحصول على زيادة في الأجور تتناسب مع التضخم، أو تبطل أثره.
كان بيل قد حصل على 495 ألف جنيه إسترليني (617240 دولاراً) في فبراير/شباط 2022، بينما حصل بيل على 88 ألف جنيه إسترليني (109765 دولاراً) للأشهر الخمسة و24 يوماً الأولى من العام، وذلك وفقاً للتقرير السنوي للبنك المركزي.
يعني ذلك أن راتب بيل السنوي يبلغ 180 ألف جنيه إسترليني (224520 دولاراً). وفقاً لأحدث البيانات الرسمية، كان متوسط الدخل المتاح للأسر البريطانية في العام 2022، 32 ألف جنيه إسترليني (39916 دولاراً).
يأتي هذا فيما يعاني البريطانيون منذ أكثر من عام بسبب ارتفاع التضخم، وقالت "ذا تراسل تراست"، أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا، إن عدد الطرود الغذائية التي وزعتها زاد 37% إلى مستوى قياسي، وبلغ ثلاثة ملايين طرد في عام حتى مارس/آذار 2023، وسط معاناة كثيرين من الغلاء، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
كان معدل التضخم الرئيسي في المملكة المتحدة قد ارتفع بصورة أكثر من المتوقع في مارس/آذار 2023، ليصل إلى 10.1% بعد أن كان 10.4% في فبراير/شباط الماضي، في حين أن الأسر تعرضت لضغوط بسبب ارتفاعات أسعار الطعام والشراب بأسرع معدل سنوي لها منذ عام 1977.
كان الاتحاد التجاري البريطاني "يونايت يونين" قد أفاد في مارس/آذار 2023، بأن الشركات الكبرى هي التي تسببت في التضخم، لأنها رفعت الأسعار بزيادة أعلى من الارتفاعات المشهودة في تكاليف المواد الخام والأجور.