نشطاء مصريون يدشنون “وسماً” لدعم السودانيين.. طالبوا بإلغاء تأشيرة دخولهم مصر وتفاعل كبير بمنصات التواصل

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/23 الساعة 21:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/23 الساعة 21:11 بتوقيت غرينتش
احتدام الصراع المسلح في السودان / رويترز

تفاعل الكثير من الشعب المصري على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد 23 أبريل/نيسان 2023، ودعوا السلطات المصرية إلى فتح الحدود مع السودان والسماح بدخول النازحين من الشعب السوداني إلى الأراضي المصرية دون أي قيود، وذلك بسبب اشتداد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؛ ما تسبب في مقتل المئات وإصابة الآلاف وإصابة البلاد بالشلل التام.

على مواقع التواصل الاجتماعي دشن مصريون كثر وسماً تحت اسم "إلغاء تأشيرة دخول السودانيين مصر"، ودعوا للترحيب بالشعب السوداني على الأراضي المصرية، وهو الوسم الذي لاقى تجاوباً كبيراً من المتفاعلين على منصات التواصل وقد شهد تعليقات إيجابية من جانب المصريين بحق الشعب السوداني الشقيق.

تسهيل دخول السودانيين إلى مصر

جدير بالذكر أنه في فبراير/شباط 2023 فقد سبق أن أعلن السودان ومصر، الاتفاق على تسهيل منح تأشيرات الدخول للجانبين وتسهيل الإقامات وتصاريح العمل بين البلدين. جاء ذلك في ختام اجتماعات الدورة الخامسة للجنة القنصلية الدائمة بين السودان ومصر التي انعقدت بالخرطوم، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية.

ذكرت الوكالة أن البلدين "اتفقا على تسهيل منح تأشيرات الدخول للجانبين وتسهيل الإقامات وتصاريح العمل والتأكيد على حرية التملك للسودانيين بمصر". وقال مدير الإدارة العامة للشؤون القنصلية بوزارة الخارجية السودانية تاج الدين الهادي الطاهر، إن "اللجنة وصلت إلى تفاهمات بعد التداول حول موضوعات الحريات الأربع، بجانب مواصلة التعاون في مجالات التعليم العالي".

أوضح أنه "تم الاتفاق على تذليل الصعاب لدى طلاب البلدين والاتفاق على التعاون في مجالات القوى العاملة والعمل على توقيع اتفاقيات تنظم في هذا المجال والتعاون في المجال القانوني والقضائي". وأشار الطاهر إلى "تشكيل لجنة فنية لتوقيع اتفاقية التعاون القانوني والقضائي والتوقيع على التعاون في الطيران المدني".

يذكر أنه في عام 2004، وقعت الخرطوم والقاهرة اتفاقية "الحريات الأربع" التي تنص على التنقل والإقامة والعمل والتملك، لكنها لم تطبق كاملة على أرض الواقع.

تحذيرات من نزوح سوداني كبير 

في سياق متصل، وبينما يتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من البلاد، دقت منظمات دولية ناقوس الخطر بشأن بداية كارثة إنسانية، في ظل استهداف مناطق المدنيين ونقص المواد الأساسية، وتوقعات بموجة لجوء كبيرة إلى الدول المجاورة، بينما تواصل دول العالم إجلاء رعاياها من السودان، وفق ما ذكرته تقارير، السبت 22 أبريل/نيسان 2023.

حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن القتال الذي اندلع بين قوات الجيش السوداني بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف أيضاً باسم حميدتي، أسفر عن مقتل أكثر 400 شخص وإصابة نحو 3551 آخرين.

ملايين المدنيين محاصرون

في حين حذر الصليب الأحمر الدولي من نفاد الماء والغذاء لدى المدنيين السودانيين المحاصرين في بيوتهم، جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع، قالت منظمة "مجموعة الأزمات الدولية" غير الحكومية إن "ملايين المدنيين محاصرون في القتال، وتنفد لديهم بسرعة المواد الأساسية". أضافت المنظمة في بيان لها أن "النزاع يمكن أن ينزلق بسرعة إلى حرب حقيقية دائمة"، تشمل الولايات المضطربة في السودان ثم بعض دول الجوار.

كما جاء في البيان: "تفاقمت المعاناة بسبب حقيقة أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تتمكن من إيصال المساعدات إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، حيث لم يقدم لنا الطرفان الضمانات الأمنية اللازمة".

بينما قالت جمعية الهلال الأحمر السوداني إن مخازنها تعرضت للسطو من قبل أفراد مسلحين (لم تحدد هويتهم)، وأضافت أن المسلحين نهبوا 8 سيارات دفع رباعي وشاحنة تابعة للجمعية.

فيما دانت الجمعية الاعتداء على مرافقها، وحذرت من استخدام سياراتها لأغراض تجارية أو إجرامية، مشيرة إلى أن المخاطر الناجمة عن سوء استخدام شارة الهلال الأحمر ستؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.

كما قدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن نحو 16 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات خلال العام الجاري.

موجات لجوء من السودان

من جهته، قال مدير برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة في تشاد، إن البرنامج يتوقع وصول مزيد من اللاجئين من السودان عبر الحدود، هرباً من القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

حيث عبر ما بين عشرة آلاف و20 ألف سوداني الحدود إلى تشاد بالفعل، بعد أسبوع من بدء القتال في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى في البلاد، وفق ما ذكرته وكالة رويترز السبت.

كما قال بيير أونورا مدير البرنامج في تشاد: "نتوقع مزيداً من الموجات، ذلك أكيد. على الفور، حين يسمح الموقف الأمني لهم بالقدوم. توجد بلدات كبيرة بالقرب من الحدود، والموجودون فيها لم يتمكنوا من التحرك".

الجيش السوداني قوات الدعم السريع السدان
سودانيون يفرون من الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع/ رويترز

بينما قال أونورا إن 400 ألف لاجئ سوداني فروا خلال صراعات سابقة منتشرون في 14 مخيماً بمنطقة الحدود في تشاد. ولا يستطيع سكان العاصمة السودانية الخرطوم مغادرة منازلهم بسبب القصف ومع تجول الجنود في الشوارع.

كما أن الآلاف من الأجانب عالقون بسبب القتال في الخرطوم ومناطق أخرى من السودان، ومن بينهم موظفو السفارات وعمال المساعدات وطلبة. وقال الجيش السوداني السبت، إنه سيساعد في إجلاء الرعايا الأجانب بعد أن تسبب الصراع على مدى أسبوع في مقتل مئات المدنيين.

فيما قال أونورا: "برنامج الأغذية العالمي سيستعد لاستقبال 100 ألف على الأقل. من المرجح أن يكون هناك المزيد، لذلك علينا أن نكون مستعدين". وأضاف أن أغلب من وصلوا في الأيام القليلة الماضية كانوا من النساء والأطفال من قرى على الحدود.

كما أردف: "عدد الأطفال مدهش. فوجئنا برؤية هذا العدد الكبير من الأطفال يعبرون الحدود. فُطرت قلوبنا لرؤية النساء والأطفال تحت الأشجار. عانى بعضهم من العنف واحترقت منازلهم ودُمرت قراهم ونُهبت أحياؤهم تماماً".

علامات:
تحميل المزيد